موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأحد، ١١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
النيران تلتهم مناطق حرجية واسعة بسوريا ولبنان في أكبر سلسلة حرائق تشهدها المنطقة

أ ف ب :

 

مر يومان ولا تزال النيران التي التهمت مساحات واسعة من أحراج سوريا ولبنان مشتعلة، فيما اقتربت الحرائق الضخمة في بعض المناطق من منازل المواطنين من دون أن تتمكن فرق الإطفاء من إخمادها جميعها حتى الآن.

 

ومنذ صباح السبت، يبث التلفزيون الرسمي السوري مشاهد من مناطق الحرائق، حيث قال إن فرق الإطفاء تواصل العمل على اخمادها، وقد امتدت على مئات الهكتارات في أرياف محافظات اللاذقية وطرطوس في الغرب وحمص في الوسط.

 

وتحدث وزير الزراعة محمد حسان قطنا مساء الجمعة في مقابلة مع إذاعة "شام إف إم" المحلية عن "45 حريقًا في اللاذقية و33 في طرطوس" وأخرى في حمص. ورجح أن تكون هذه المرة الأولى التي تشهد فيها سوريا "هذا العدد من الحرائق في يوم واحد". وقال فوج إطفاء اللاذقية على صفحته على فيسبوك "نحن أمام أكبر سلسلة حرائق شهدتها محافظة اللاذقية (...) على مر السنين".

 

كما وصلت النيران في القرداحة إلى مبنى مستودعات المؤسسة العامة للتبغ (الريجة)، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، التي نقلت عن رئيس دائرة التخزين مرتضى ناصر قوله إن "الحريق أسفر عن أضرار كبيرة بأربعة مستودعات لتخزين التبغ".

 

وأشار إلى انضمام سيارة إطفاء روسية لاخماد الحريق في المستودعات.

 

ودفعت الحرائق أيضًا بعائلات عدة للنزوح بعد اقتراب النيران من منازلها، وفق ما قال رئيس منظومة الإسعاف السريع في المحافظة لؤي سعيد لإذاعة محلية.

 

وأفادت سانا عن احتراق منازل في مدينة بانياس في محافظة طرطوس، وأشارت إلى تمكن فرق الاطفاء من اخماد بعض الحرائق في حمص.

 

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو تظهر الحرائق مرفقة بوسم "سوريا تحترق". وانتشرت كذلك مناشدات لأهالي يطلبون المساعدة.

 

واعتبر وزير الزراعة أن "درجات الحرارة والرياح ساهمت باشتعال الحرائق" من دون أن يحدد أسباب اندلاعها.

 

وتكثرُ الحرائق في فصل الصيف في الغابات والأحراج السورية، وقد اندلعت في أيلول أيضًا حرائق ضخمة أتت على مساحات واسعة في مناطق متفرقة في أرياف حماة واللاذقية.

 

نيران في لبنان

 

وفي لبنان المجاور، اندلع منذ الخميس أكثر من مئة حريق في أحراج عدة في جنوب وشمال وشرق البلاد ومنطقة الشوف الجبلية، وفق ما أفاد مدير العمليات في الدفاع المدني جورج أبو موسى.

 

وقال أبو موسى "استنفدنا 80 في المئة من قوتنا، وقد استخدمنا تقريباً كافة مراكزنا في لبنان، الوضع جنوني، الحرائق في كل مكان".

 

وأوضح أن تم إخماد الجزء الأكبر من الحرائق، مشيراً إلى أن بضعة حرائق ضخمة ما زالت مندلعة في منطقتي الشوف وعكار "يصعب الوصول إليها" وتشارك الطوافات العسكرية في إخمادها. واعتبر أن "الرياح والحرارة تساعد على انتشار الحرائق" من دون أن يتمكن من تحديد سبب نشوبها.

 

وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام أن طوافات الجيش تعمل منذ الصباح على إخماد الحرائق في عدة قرى من منطقة المتن الاعلى، مشيرة إلى أن الحرائق "أتت على مساحات شاسعة من أشجار الصنوبر المثمر والتي تعتبر من أهم المداخيل المالية لأهالي المنطقة".

 

وفي تشرين الأول 2019، التهمت حرائق ضخمة مساحات حرجية واسعة في لبنان وحاصرت مدنيين في منازلهم وسط عجز السلطات التي تلقت دعماً من دول عدة لإخمادها.

 

وأثارت تلك الحرائق غضبًا واسعًا حتى أنها شكلت أحد الأسباب خلف الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي شهدها لبنان في 17 تشرين الأول واستمرت عدة أشهر ضد الطبقة السياسية.

 

وكتب الخبير البيئي بول ابي راشد على صفحته على فيسبوك "منذ حرائق 15 تشرين الأول 2019 حتى حرائق تشرين الأول 2020 (...) لم يحاسب مسؤول واحد مقصر في واجباته لتجهيز البلديات والقرى التي يوجد فيها مناطق حرجية يجب حمايتها".