موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٢ يونيو / حزيران ٢٠١٩
النبرة تغيّر الحقيقة في الإعلام

الأب ألبير هشام نعّوم – بغداد :

عقد المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن مؤتمره عن "الإعلام ودوره في الدفاع عن الحقيقة"، ليومي 18 و19 حزيران 2019، وخرج بتوصيات مهمّة.

أودّ أن أشارك في هذا الموضوع مشيرًا إلى أهمية "النبرة" ودورها الإيجابي في نقل الحقيقة، كما إلى استخداماتها السلبية المؤسفة التي تغيّر مجرى الحقيقة، فتعظّم من شأن موضوع سطحي وتستهين بموضوعٍ مهم وذلك خدمةً لمصلحةٍ معيّنة!

وأقصدُ بالنبرة مستوى الصوت وكمّ المشاعر التي ترافق قول الحقيقة في الإعلام المسموع والمرئي، كما يمكن لاختيار كلماتٍ معيّنة دون غيرها في قول الحقيقة في الإعلام المكتوب أيضًا أن يجعل الحقيقة تصل بطريقةٍ معيّنة.

في وسائل الإعلام اليوم، لا تصل الحقيقة مجرّدة موضوعية، ولا تستطيع أن تقدّمها كذلك وإن طلبنا منها. فلا بدّ أن تأتي الحقيقة بنبرةٍ معيّنة، وتختلف هذه النبرة: من نبرة حربية هجومية في قضية ما، إلى نبرة تهكمية في قضية أخرى، إلى نبرة تعظيمية، وأخرى حماسية، أو نبرة إيجابية أو أخرى سلبية...

الاستخدامات السيئة لهذا الموضوع كثيرة، ولكننا نودّ اليوم أن نركّز على تلك الايجابية، فنقوّي الحقيقة التي نقدّمها سواء في الإعلام المكتوب أو المرئي أو المسموع، بنبرة تعبّر عن قناعتنا أولاً بما نقدمه خصوصًا إذا كانت مواضيع تخصّ إيماننا المسيحي.

فالناس اليوم، في عصر الإعلام، تميّز من نبرة الصوت إذا ما كان المتحدّث مقتنع بما يقوله أو لا، النبرة تفضح نيّته وتجعل الناس تصدقه أو لا تصدقه. فعلينا اليوم أن نجيد استخدام النبرة ونجعلها موافقة لقناعاتنا ولهدف رسالتنا المسيحية التي يعمل الإعلام الكنسي على نشرها.

الأهم من كلّ هذا أن لا نخدع المشاهد أو المستمع، فتغيّر النبرة حقيقة الموضوع الذي ننقله، بل نركّز في النبرة على الحقيقة لكي تصبح مؤثرة أكثر وتمسّ المشاعر وتدفع لاتخاذ قرارات مهمّة من شأنها أن تفعّل ما قلناه في الإعلام.