موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
المواطنة.. في ظل محيط يحترق

احمد خليل القرعان :

تعتبر كلمة المواطنة من أكثر الكلمات انتشارا في السنوات الأخيرة، فما هي المواطنة التي نريدها ونبحث عنها في ظل هذه الظروف؟.

فمن الطبيعي جدا ان العالم يتغير والناس فيه تختلف من جيل لاخر، فالاردنيون هذه الايام يختلفون تماما عما كانوا عليه قبل 30 سنة، إلا من حيث الاصالة والقيم الإنسانية والاجتماعية الخالدة، وأما العلاقة مع الوطن السياسي فيجب أن تتطور بتطور هذا الوطن وتقدم متطلبات الإنسان فيه.

ونحن نتحدث عن المواطنة الحقيقية فانه يجب ان نشير إلى أن المواطن الحق يجب ان يتسم بالصفات التالية: التقيد بالأنظمة والتشريعات، مسؤولية الأمانة والشرف، المسؤولية الوطنية واليقظة والتأهب والالتزام، الصبر عند الشدائد، التعاون مع الآخرين والثقة بهم، الرقابة الذاتية وحفظ الحقوق وأداء الواجبات بإيجابية، الولاء لولي الأمر والانتماء للوطن، وخلاف ذلك ستكون المواطنة ناقصة وعليها اكثر من علامة سؤال.

فمن يريد ان يعرف حقوقه الدستورية كمواطن عليه ان يطرح هذه التساؤلات على نفسه: أين حق كل مواطن في الأمان على شخصه وعدم اعتقاله أو توقيفه تعسفيا؟، أين حق كل مواطن في الملكية الخاصة؟ وحقه في حرية التنقل وحرية اختيار مكان إقامته داخل حدود الدولة ومغادرتها والعودة إليها وحق كل مواطن في المساواة أمام القانون؟ وحقه في أن يعترف له بالشخصية القانونية وعدم التدخل في خصوصية المواطن او في شؤون أسرته أو بيته أو مراسلاته ولا بأي حملات غير قانونية تمس شرفه أو سمعته وحق كل مواطن في حماية القانون له؟ وحقه في حرية الفكر والوجدان والدين واعتناق الآراء وحرية التعبير وفق النظام والقانون وحق كل طفل في اكتساب جنسيته؟.

كل هذه الأسئلة، أجاب عنها الدستور الأردني لعام 1952 في المواد من ٥-٢٣ تباعا.

فالأردن اليوم يواجه معركة اقتصادية دولية شرسة وخطيرة وسلوك بعضنا سوف يقودنا بالتأكيد إلى ما لا نتمناه من فوضى لن يسلم مواطن واحد من أضرارها وآثارها مع ما يتيحه مثل هذا السلوك من فرص للخسارة ولجعل المواطن أكثر حاجة وبالأخص الذي يحاول أن يسير أموره اليومية بما تيسر له.

ومن هنا لا بد ان نقول لقد آن الأوان كي نحافظ على وحدتنا الوطنية وبأقوى مما هي عليه والى تحكيم عقولنا بهذا الذي نراه من تداعيات سلبية تسيء إلى سمعة وطننا على المدى القريب والبعيد معا كي نتمكن من الخروج من الأزمات دون أن يصاب الوطن أو نصاب نحن كمواطنين فكلنا يعلم أن ما يدخره هذا الوطن من خيرات وخير لأبنائه هو أكبر مما يتوقعه أي بشر فهل جزاء الوطن الذي وهبنا الخير أن نبادله بالإساءة؟ أم إن رد الجميل بالنكران والجحود؟ أهذا حقه علينا؟، أم إن حقه أن نحافظ عليه وأن نعمل من أجل رفعته كي يعود كما كان فإذا كنا مواطنين صالحين يجب علينا ألا نرضى بغير تقدم الوطن.

فيكفينا أن نعيش بأمن وسلام في ظل محيط يحترق كل ساعة، وأن نفوت على المتربصين بنا وبوطننا أي فرصة تمكنهم من المساس بأمنه ومقدراته وحقوق مواطنيه، وأن نتصدى بحزم وقوة لمحاولات إيذائه أو النيل منه، وألا نسمح لأي كائن أن ينشر الفوضى والعنف على امتداد أرضه أو أن يتعدى على حدود مائه وسمائه، فهكذا تكون المواطنة الصالحة فكما تريد أن تأخذ عليك أن تعطي.

(الرأي الأردنية)