موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
الملك يكشف حقيقة الإرهاب ويحرص على الوئام

د.حسان ابوعرقوب :

عقب أحداث سبتمر/ أيلول 2001م، وسقوط برجي التجارة في نيويورك، كيلت تهم الإرهاب للإسلام والمسلمين جزافا دون وعي أو إدراك، وانتشر في الغرب الخوف من الإسلام فيما عرف بـ (الإسلاموفوبيا)، واعتبر الإسلام دينا يحض على الكراهية والعنف والقتل، وارتفعت كثير من الأصوات المنادية بمعاداة المسلمين، وارتفع منسوب الكراهية ضدهم، وتعرض بعض المسلمين لاعتداءات كردة فعل على ما يحصل، وفي هذه الأجواء القاتمة، انطلق صوت جلالة الملك عبد الله الثاني لينير للناس فكرهم، مميزا بين الإسلام والإرهاب، وكاشفا حقيقة الفكر الإرهابي الذي اختطف الإسلام زورا وبهتانا.

وإذا تأملنا خطاب جلالته في مؤتمر القمة العربي الثاني والعشرين، والمنعقد في بيروت 2002م، وجدناه يؤكد على أن الإرهاب مُدان بكل أشكاله، و أنه لا علاقة للعقيدة الإسلامية به من قريب أو بعيد؛ وأن إلصاق الإرهاب بالإسلام تهمة باطلة لا أساس لها من الصحة، وأن الإرهاب لا يرتبط بدين معين، ولا بشعب دون غيره. وفي هذا الكلام إشارة إلى وجوب تحمّل الأفراد نتائج أعمالهم، وأنه لا بد من التفرقة بين الشخص المسيء وبين دينه أو مذهبه، فالدين لا يتحمّل جهل بعض أبنائه، وليس من الإنصاف إلصاق التهم به.

كما دعا جلالته إلى عدم الاقتصار على الأعمال العسكرية في الحرب على الإرهاب، مبينا جلالته أنه (لابدّ من إيجاد الحلول الجذرية والعادلة للعديد من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها العديد من الشعوب، فالإحباط واليأس والفقر والشعور بغياب العدالة في أيّ مكان من هذا العالم يمكن أن تشكل بيئة خصبة لتفشي العنف والإرهاب) ومن خلال هذه الأفكار يسلط جلالته الضوء على أصل المشاكل ومنبعها، وهو غياب العدالة، مما يشيع الفقر والإحباط، ومن ثمّ يتوجّه المظلومون إلى العنف والإرهاب، فالعدالة هي كلمة السرّ المفقودة من هذا العالم، ويجب العمل على إيجادها للقضاء على الإرهاب.

وأكد جلالته في خطابه أن بعض الجاهلين بطبيعة العقيدة الإسلامية ومبادئها وقيمها النبيلة يستغلون الأحداث الإرهابية لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، وهذا ما دعا جلالته إلى التواصل مع الرأي العام الغربي لتفنيد هذه الاتهامات. وبهذا ينبه جلالته على أمور في غاية الخطورة: أولها: أن من يقومون بالأعمال الإرهابية يعاونون بأفعالهم المشينة كل من يريد تشويه صورة الإسلام والمسلمين. وثانيها: أن بعض الناس يجهلون حقيقة الإسلام وصورته المشرقة، لذلك يحاولون تشويه صورته مستغلين الأحداث الإرهابية، ولو أنهم كانوا يعرفون حقيقة الإسلام لما فعلوا فعلتهم هذه. وثالثها: إن جلالته يتواصل مع الرأي العام الغربي كي يزيح أية التباسات أو تشويه قد يلحق بصورة الإسلام، انطلاقا من واجبه كمسلم أولا، ومن واجبه كهاشمي ينتسب للنبي صلى الله عليه وسلم ثانيا.

من خلال التأمل السريع في الخطاب السابق الذي جاء عقب أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001م، حيث ألصقت تهم الإرهاب بالإسلام والمسلمين، بادر جلالة الملك كمسلم هاشمي بالردّ على تلك التهم في المحافل العربية والإسلامية والدولية، مبيّنا أنّ الإسلام هو دين السلام والمحبة والاحترام، وأنه لا يجوز نسبة الإرهاب إليه بسبب سوء أفعال بعض أتباعه، كما لا يجوز استغلال هذه الحوادث المنفردة في تشويه صورة الإسلام السمحة. ووضح جلالته أن سبب الإرهاب الرئيس هو غياب العدالة مما يسبب حالة من اليأس والإحباط، مشكّلة بيئة خصبة ينمو فيها العنف والإرهاب. وهكذا كان جلالته مدافعا عن العقيدة الإسلامية السمحة التي نؤمن بها وندعو الناس إليها، وكاشفا عن حقيقة الإرهاب.

(الدستور)