موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٨ مايو / أيار ٢٠١٩
الملك والمقدسات المسيحية

د. جلال فاخوري :

المقدسات بشكل عام مسيحية كانت أم إسلامية هي معالم تستوجب المحافظة عليها وصيانتها وحمايتها من عوامل الدهر أو العبث والتصدي لأية عوامل قد يعيق مظهرها ومحاولة جعلها دوماً في حالة جيدة من المظهر والمحضر واستقطاب السياحة لها دينياً أو تاريخياً أو حضارياً. وهذا ما دأب جلالة الملك عبدالله الثاني على تفعيله خاصة الأماكن المقدسية الدينية المسيحية والإسلامية. فقبل ما يقارب العامين قام جلالته بترميم القبر المقدس على نفقته الخاصة والتي كانت بالملايين. واليوم يقوم جلالته بإصلاح وترميم كنيسة القيامة كمعلم ديني بارز بالإضافة إلى المسجد الأقصى. ونظرة جلالته إلى المقدسات لا تجيء بسبب رعايته لها فقط بل ايماناً من جلالته بأن المقدسات هي علامات ومظاهر بارزة في ممارسة الشعائر الدينية والشعائر والمقدسات المسيحية هي علامات بارزة في مفهوم جلالته الوطني وذلك كون الاردن هو نموذج صارخ في جودة الحفاظ على المسيحية كدليل على انتفاء الاختلاف الشعبي حول الأديان.

جلالته يؤمن كأي أردني أن العيش المشترك في ظل الوطن الواحد هو مفهوم أساس في المواطنة الصالحة، من هنا يرى جلالته أن المحافظة على المقدسات المسيحية هي مقوم وطني اساسي في أمن الاردن والمحافظة على التعددية الدينية واعتبار المقدسات المسيحية كالمقدسات الإسلامية تستوجب المحافظة عليها لإبقاء الوطن في وحدة تامة منسجمة مع التاريخ والحضارة والمعرفة. تأتي خطوة جلالة الملك بترميم كنيسة القيامة ضمن مسيرة طويلة ومفهوم شامل حافظت عليه الاسرة الهاشمية منذ اوائل القرن الماضي، وكون جلالته الراعي والحامي للمقدسات فإن التقدير الذي يكنه المسيحيون لجلالته هو تقدير يتأتى من تساوي المفهوم الديني بين مختلف الطوائف لدى جلالته وإن هذا المفهوم على بعد متساو من بقية الطوائف والأديان.

وإذ ينظر جلالته نظرة متساوية لجميع الطوائف والأديان فذلك يعني أن المحبة للوطن لا تنقسم بانقسام الأديان وحيث الوطن للجميع والأديان شكل خاص وحيث الإسلام حث على نظرة الاحترام لغير المسلمين. إن المفهوم الديني الذي يترجمه جلالته بين الحين والاخر تجاه المسيحية هي نظرة إنسانية حيث الإنسان المواطن هو الإنسان بصرف النظر عن توجهه الديني او الاجتماعي أو الايديولوجي وهذه النظرة السامية في صلب المفهوم الديمقراطي فحرية الدين والتعبد والممارسة الدينية هي مقومات أساسية يراعيها جلالته ويعمل على تطبيقها.

(الرأي الأردنية)