موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١١ فبراير / شباط ٢٠٢٠
الملك: ننظر بفخر إلى الدور الذي لطالما لعبه الأردنيون ذوو الأصول الأرمنية
الملك يلتقي رئيس كنيسة الأرمن الأرثوذكس وكاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني

الملك يلتقي رئيس كنيسة الأرمن الأرثوذكس وكاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني

يريفان – أبونا وبترا :

 

خلال زيارته الأولى إلى أرمينيا، ألقى الملك عبدالله الثاني، في العاصمة يريفان، الثلاثاء 11 شباط 2020، خطابًا أمام أكاديميين ودبلوماسيين، خلال جلسة حوارية، بحضور الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان، استعرض فيها تاريخ العلاقات و"الروابط العائلية" بين الأردن وأرمينيا.

 

الأردنيون ذوو الأصول الأرمنية

 

وقال جلالته: "يعود تاريخ هذه الروابط العائلية إلى أكثر من 100 عام، عندما قام جدي الشريف الحسين بن علي بتطبيق الوصيتين العظيمتين التي يتشاركهما الإسلام والمسيحية، وهي حب الله وحب الجار، فمنح العائلات الأرمنية المسيحية التي كانت تطلب العون، الملاذ الآمن. بالنسبة لجدي، وبالنسبة لوالدي، وبالنسبة لي، لا بديل عن مد يد العون لمن يحتاجه، إنه واجب وديدن يستمر الأردن بالوفاء به".

 

وأضاف: "لدى الآلاف من الأردنيين جذور في أرمينيا، وهم مصدر فخر لكلا البلدين ويلعبون أدوارًا حيوية في الفنون والتعليم والخدمة العامة والأعمال والعديد من القطاعات الأخرى، إنهم يشكلون الأساس المتين الذي تستند إليه صداقتنا التي تستمر بالنمو والازدهار. وفي الوقت الذي تستعد فيه المملكة الأردنية الهاشمية للاحتفال بمئويتها الأولى، فإننا ننظر بفخر إلى الدور الذي لطالما لعبه الأردنيون ذوو الأصول الأرمنية، إلى جانب جميع الأردنيين، في السعي نحو التقدم والازدهار لوطننا".

 

تاريخ مشترك... في الأردن

 

وأردف الملك عبدالله الثاني في خطابه: "ولكن تاريخنا المشترك يمتد إلى أبعد من ذلك؛ إذ يشكل الأرمن في الشرق الأوسط جزءًا من أقدم مجتمع مسيحي في العالم، إنهم جزء لا يتجزأ من ماضي منطقتنا وساهموا في تشكيل حضارته، ونحن نتطلع للعمل معكم ليستمروا في القيام بدور محوري في تشكيل حاضر منطقتنا وبناء مستقبلها المشرق".

 

وأضاف: "في الأردن، تقف كنيسة "مار قره بيت" للأرمن الأرثوذكس في موقع عمّاد السيد المسيح، عليه السلام، شاهدًا على التاريخ الأرمني المستمر في بلدنا، وأنا شخصيًا كنت محظوظًا بفرصة دعم إعادة تأهيل موقع عمّاد السيد المسيح عليه السلام (المغطس)، وهو موقع ذو أهمية بالغة لدى المسلمين والمسيحيين".

 

الرئيس الأرميني يزور موقع معمودية السيد المسيح، ومن خلفه تظهر كنيسة "مار قره بيت" للأرمن الأرثوذكس

 

... وكذلك في القدس

 

وتابع: "في القدس، يشكّل الحي الأرمني جزءًا من تاريخ المدينة منذ عدة قرون، والبطريركية الأرمنية هي إحدى الكنائس المحمية بموجب العهدة العمرية، التي تمثل إرثًا من العيش المشترك المسيحي والإسلامي الذي يعود إلى أكثر من ألف وثلاثمائة عام، إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. يستمر هذا الإرث اليوم، مجسدًا بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهي واجب أفتخر بأدائه. وأنا أعتز بشكل خاص بمسؤولية العناية بالأماكن المقدسة التابعة للبطريركية الأرمنية في القدس التي عُهدت إلي".

 

وقال: "تحمل القدس أهمية تاريخية كبيرة بالنسبة لي ولعائلتي، ولكنها أيضًا مدينة مقدسة لأتباع الأديان التوحيدية الثلاثة، وللجميع مصلحة ومسؤولية في الحفاظ على الروحانية والسلام والعيش المشترك الذي تمثله المدينة، فلا يمكننا السماح للمدينة المقدسة أن تتحول إلى بؤرة للعنف والانقسام، فمن الضروري الحفاظ على هويتها ووضعها القانوني، وكذلك الوضع التاريخي القائم فيما يتعلق بالمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، ونحن نتطلع إلى القادة المسيحيين والأصدقاء مثلكم وحول العالم للعمل معنا للحفاظ على القدس كمدينة تجمعنا ورمزا للسلام".

 

وخلص الملك عبدالله الثاني كلمته أمام أكاديميين ودبلوماسيين في أرمينيا إلى القول: "أصدقائي، لقد تحدثت اليوم عن صداقتنا العميقة، المتجذرة في تاريخ غني، فقد شكل الأردنيون من أصول أرمينية على مدار القرن الماضي مثالا يحتذى به، يثبت أن الغلبة دومًا للصداقة والأخوة، وفي الأيام والأشهر المقبلة، نأمل أن نتمكن من كتابة فصل جديد معا، فصل يبني على الصداقة التي بدأت منذ زمن طويل، ويحمل شراكات وآفاق جديدة لشعوبنا".