موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٣
الملك عبدالله الثاني: بديل السلام هو التطرف والكراهية والمزيد من المآسي

أبونا :

 

في الكلمة التي ألقاها خلال أعمال القمة العربيّة الإسلاميّة المشتركة غير العادية، اليوم السبت، أكد الملك عبدالله الثاني على أنّ "قيم الإسلام والمسيحية واليهودية، وقيمنا الإنسانية المشتركة، لا تقبل قتل المدنيين أو الوحشية التي تمثلت أمام العالم خلال الأسابيع الماضية من قتل ودمار، ولا يمكن أن نقبل أن تتحول قضيتنا الشرعية العادلة إلى بؤرة تشعل الصراع بين الأديان".

 

واستهلّ جلالته الخطاب، في القمة التي عقدت في العاصمة السعودّية الرياض لبحث وقف الحرب الدائرة على غزة، والأحداث الخطيرة في الأراضي الفلسطينية، محذرًا من أنّ المنطقة "قد تصل إلى صدام كبير يدفع ثمنه الأبرياء من الجانبين، وتطال نتائجه العالم كله"، إن لم تتوقف الحرب فورًا.

 

 

عقلية القلعة وجدران العزل

 

وأوضح بأنّ "هذا الظلم لم يبدأ قبل شهر، بل هو امتداد لأكثر من سبعة عقود سادت فيها عقلية القلعة وجدران العزل والاعتداء على المقدسات والحقوق، وغالبية ضحايا المدنيون الأبرياء". وأشار إلى "أنّها العقليّة ذاتها التي تريد تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة، تستهدف المساجد والكنائس والمستشفيات، تقتل الأطباء وفرق الإنقاذ والإغاثة، وحتى الأطفال والشيوخ والنساء".

 

وتساءل جلالته: "هل كان على العالم أن ينتظر هذه المأساة الإنسانيّة المؤلمة والدمار الرهيب حتى يدرك أن السلام العادل الذي يمنح الأشقاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد للاستقرار والخروج من مشاهد القتل والعنف المستمرة منذ عقود؟".

 

 

فشل المجتمع الدولي

 

وأشار جلالته إلى أنّ "الظلم الواقع على الأشقاء الفلسطينيين لهو دليل على فشل المجتمع الدولي في إنصافهم وضمان حقوقهم في الكرامة وتقرير المصير وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

 

وقال: "لا يمكن السكوت على ما يواجهه قطاع غزة من أوضاع كارثية تخنق الحياة وتمنع وصول العلاج. بل يجب أن تبقى الممرات الإنسانيّة مستدامة وآمنة، ولا يمكن القبول بمنع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء عن أهل غزة، فهذا السلوك هو جريمة حرب يجب أن يدينها العالم. وسيواصل الأردن القيام بواجبه في إرسال المساعدات الإنسانيّة للأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة".

 

 

معالجة المشكلة من جذورها

 

وأشار إلى أنّ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير بشأن غزة كان "انتصارًا للقيم الإنسانيّة، وانحيازًا للحق في الحياة والسلام، وإجماعًا عالميًا برفض الحرب"، ويجب أن يكون هذا القرار "خطوة أولى لبناء تحالف سياسي لوقف الحرب والتهجير أولاً وفورًا، والبدء بعملية جادة للسلام في الشرق الأوسط وعدم السماح بإعاقتها تحت أي ظرف، وإلا فإن البديل هو التطرف والكراهية والمزيد من المآسي".

 

وخلص الملك عبدالله الثاني كلمته إلى القول: "إنّ قيم الإسلام والمسيحية واليهودية، وقيمنا الإنسانية المشتركة، لا تقبل قتل المدنيين أو الوحشية التي تمثلت أمام العالم خلال الأسابيع الماضية من قتل ودمار. ولا يمكن أن نقبل أن تتحول قضيتنا الشرعية العادلة إلى بؤرة تشعل الصراع بين الأديان. ونقول للعالم كله، ولكل مؤمن بالسلام وبكرامة البشر مهما كان دينهم أو عرقهم أو لغتهم، إن العالم سيدفع ثمن الفشل في حلّ القضية الفلسطينية، ومعالجة المشكلة من جذورها".