موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٥ سبتمبر / أيلول ٢٠١٦
الملكة نور الحسين تعيد نشر ما قالته عام 2005 حول الأم تيريزا

عمّان - أبونا ، ترجمة: منير بيوك :

<p dir="RTL"><span style="color:#006699;">أعادت الملكة نور الحسين، صباح أمس الأحد، ما كانت قد كتبته في عام 2005، حول الأم تيريزا، وذلك بمناسبة إعلانها قديسة في الكنيسة الكاثوليكية. وأرفقت الملكة نور كلماتها مع صورة استقبالها مع جلالة الملك الحسين، رحمه الله، للأم تيريزا في قصر البركة، أثناء زيارتها إلى الأردن، في تشرين الثاني عام 1982.</span></p><p dir="RTL"><strong>وفيما يلي نص كلمة الملكة نور الحسين:</strong></p><p dir="RTL">لقد شاهدت الأم تيريزا أثناء قيامها بعملها، في بيوتها التي خصصصتها للمعوزين في كل من الأردن والهند. إنني معجبه بتفانيها، وبتصميمها وبالنعمة التي عايشتها حينما كرست نفسها للضعفاء، لأولئك الذين لا صوت لهم. والآن، وبعد ست سنوات من وفاتها، ما تزال صورة السيدة صغيرة الحجم والنحيلة التي تظهر بالساري الأبيض والأزرق محفورة في ذاكرتي، كما في ذاكرة العالم.</p><p dir="RTL">فخلال حياتها، اعتبرها الملايين من الناس قديسة على الأرض. والآن فهي تسير بصورة أكثر حزمًا نحو القداسة. وعلى الرغم من أن كلينا تنتميان لديانتين مختلفتين؛ الكاثوليكية والإسلام، إلا أن عقيدتينا تنحدران من نفس المصدر، إنه وحي الله الواحد الذي تسلمه ابراهيم. فكلتاهما تسلّمان بأن أحد واجباتهما الأسمى هو مساعدة من هم بأمس الحاجة. في الواقع، هناك في القرآن الكريم آية تلخص تمامًا فلسفة الأم تيريزا حيث تقول: &quot;ويطعمون الطعام على حُبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا، إنما نطْعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورًا&quot;. لقد أثبتت كل أفعال الأم تيريزا كيف يكون الإيمان مصدرًا للرحمة، وللقوة، وللشجاعة، وللطاقة التي لا تعرف الكلل.</p><p dir="RTL">وعلى الرغم من كل ما حققته، والإحترام الذي رسخته في الجميع، إلا أنها بقيت ثابتة في تواضعها. وقد جعلها ذلك مميزة، إلا أنها أنجزت أكثر من ذلك بكثير، فلم تستخدم نفوذها وسمعتها الطيبة لتعظيم الذات، وإنما لعبور حواجز العرق والعقيدة. من غيرها تمكن أثناء حصار بيروت في العام 1982 من إقناع الأطراف المتحاربة على الموافقة على وقف إطلاق النار لتتمكن من إنقاذ سبعة وثلاثين طفلاً مريضًا كانوا محاصرين داخل المدينة؟ عند عبورها إلى غزة، سئلت عند نقطة التفتيش إذا ما كانت تحمل أسلحة. أجابت: &quot;نعم، إنها كتب صلاتي&quot;. فصدور إجابة كهذه من أي شخص آخر تبدو متهورة. لكن عندما صدرت عنها، فإنها لخصت بصورة تامة قوتها الهادئة. وبعد المآسي التي حلت في السنوات الأخيرة -ليس فقط أحداث 11 أيلول في أمريكا ولكن في الكثير من الأيام الأخرى في الشرق الأوسط، وفي إفريقيا، وفي أي مكان يستسلم فيه الناس للكراهية- فإننا بحاجة إلى إلهاماتها كمثال يحتذى أكثر من أي وقت مضى.</p><p dir="RTL">لقد حضرت جنازتها في ذلك اليوم من شهر أيلول منذ ست سنوات، حين بدا وكأن العالم موجود هناك. لم نحضر جميعنا لتكريمها فحسب، وإنما لنؤكد من جديد التزامنا بالحفاظ على روحها وعلى عملها الطيب حيًا. كانت تمثل مفارقة - حيث تواضع النفس الذي تمثل فيها جعلها عظيمة، فكانت امرأة صغيرة ذات روح جعلتها أكبر من الحياة نفسها. فكلماتها تتحدث عن ذاتها: &quot;لا يمكننا أن نفعل أشياء كبيرة، إنما يمكننا فعل أشياء صغيرة بحب كبير&quot;.</p>