موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩
المطران وردوني: لماذا يعاني بلد غنيّ جدًا شأن العراق من هذا الفقر المدقع؟

الفاتيكان نيوز :

عشرات القتلى ذهبوا ضحية موجة الاحتجاجات العارمة التي تشهدها بغداد ومدن عراقية أخرى منذ أيام، وهؤلاء الضحايا سقطوا وسط المتظاهرين ورجال الأمن على حد سواء.

وللمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع المطران شلمون وردوني، أسقف أبرشية الأنبار للكلدان، الذي قدّم صورة عن التوترات الراهنة في البلد العربي، وأوضح أن الحياة في العراق ازدادت صعوبة والأمر يتطلب احترام حقوق الإنسان، لافتًا إلى مشاعر الاستياء السائدة وسط المواطنين العراقيين في بلد كان ثرياً في الماضي لكنه اليوم يعاني من الفقر المدقع.

وقال: "إن الأوضاع المعيشية في العراق لم تتحسّن البتة بل على العكس لقد ازدادت سوءًا، ولهذا السبب يطالب الشبان والعائلات، لاسيما الفقراء منهم، بحقوقهم المشروعة: الحق في العمل، والحق في الدراسة، فضلا عن الحق في بناء البيت العراقي"، مؤكدًا على أن "جميع المواطنين العراقيين يطالبون بهذه الحقوق".

وفي سياق تعليقه على التظاهرات المطالبة بمكافحة الفساد، خصوصًا وسط المسؤولين الحكوميين العراقيين وتوفير الخدمات للمواطنين قال المطران وردوني: إن الشعب برمته يحتاج إلى البنى التحتية، لافتًا إلى أن الناس يفتقرون إلى التيار الكهربائي منذ ستة عشر عامًا، ولا يحصلون عليه سوى لساعتين أو ثلاث في اليوم الواحد، والأمر نفسه ينطبق على مياه الشرب، والاحتياجات الأخرى التي تسمح للمواطنين العراقيين بأن يعيشوا بكرامة. وتساءل لماذا يعاني بلد غنيّ جدًا شأن العراق من هذا الفقر المدقع.

وردًا على سؤال بشأن المواقف التي عبّر عنها رئيس الوزراء العراقي، قال أسقف أبرشية الأنبار للكلدان إن الكلمات سهلة للغاية، لكن من الصعب جدًا أن تُنفّذ الوعود كي تتمتع العائلات، لاسيما الأطفال، بالحقوق المشروعة. وذكّ بأن أوروبا وأمريكا تتحدّثان دائمًا عن المصالح، لافتًا إلى أن المواطنين العراقيين يطلقون صرخة إلى العالم كله مطالبين إياه بأن يعمل من أجل خير ومصلحة الشعب العراقي، وأوضح أن العراق لا يحتاج إلى أحد لو كانت الأمور على ما يُرام.

وفي ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني علق المطران شلمون وردوني على أعمال العنف التي رافقت التظاهرات موقعة أكثر من ثلاثين قتيلا، واعتبر أن هذا النوع من العنف لا يمارسه الحيوانات. وأضاف: إن هؤلاء الأشخاص يطالبون بحقوقهم فلا بد من دعوتهم إلى الحوار وسؤالهم عن مطالبهم واحتياجاتهم وقال إننا نريد السلام ونريد النزاهة. ونريد فرص عمل لجميع الشبان ولكل العائلات، لافتا إلى أنه يتحدّث بجرأة ولا يخاف من أن يُقتل وأعرب عن أمله بأن يستخلص الحكام العراقيون عبرة من تصرفات الشبان.