موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٨ سبتمبر / أيلول ٢٠١٦
المطران لحّام في جنازة حتر: اُغتيل لاختلاف في الفكر والنهج مع بعض المتزمتين

الفحيص - أبونا :

قال المطران مارون لحّام، النائب البطريركي للاتين في الأردن، إن اغتيال الكاتب الصحفي ناهض حتر جاء "ليس لأنه مسيحي، وليس لأنه أهان الإسلام، وإنما لاختلاف في الفكر والنهج مع بعض المتزمّتين"، مشددًا على أن "الاختلاف ليس جريمة، وإنما رحمة. والاختلاف يعالج بالنقاش والحوار لا بالعنف وسفك الدماء".

وقال في عظته خلال الصلاة الجنائزية التي أقيمت في كنيسة اللاتين بالفحيص: "قيل الكثير وكتب الكثير في جريمة اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر. من الجمل التي تعبّر تعبيرًا جيدًا عن الحادث ما قاله أحد المعلقين المسلمين: الرصاصة التي قتلت ناهض لم تتجه أولًا إلى رأس ناهض، بل إلى قلم ناهض. والطلقة لم تنطلق من مسدس أرعن وحسب، بل من عقل أهوج. لهذا نتساءل: من هو القوي ومن هو الضعيف فيما حدث؟ من هو الحي ومن هو الميت؟".

وأكد النائب البطريركي أن "ما حدث ليس له علاقة بالدين، أي دين. فناهض قُتل ليس لأنه مسيحي، وقُتل ليس لأنه أهان الإسلام. قُتل لاختلاف في الفكر والنهج مع بعض المتزمّتين. والاختلاف ليس جريمة، الاختلاف رحمة. والاختلاف يعالج بالنقاش والحوار لا بالعنف وسفك الدماء. لأنه عندما تكون الرصاصة هي الوسيلة الوحيدة للحوار وحسم الخلاف، يكون الإرهاب قد عطل فينا الفكر والشعور الإنساني واحترام الإنسان الذي هو خليقة الله ووكيله على الأرض".

وأضاف: "لسنا هنا لنحكم على أحد، فكلنا ثقة بعدالة القضاء وبمسؤولية الحكومة في المحافظة على الأمن وتعزيز العيش المشترك الذي يشكّل فيه الأردن نموذجًا للبلاد التي تحيط بنا، والتي ما زالت تتخبّط بآلامها ودمائها. نحن هنا لنصلي. نصلي كي يبقى الأردن أسرة واحدة متحابة، نصلي كي يملأ الله قلوب الجميع برحمته ومحبته، نصلي كي يرى كل مؤمن في كل الديانات، أن الله رحمة ومحبة. نصلي كي ينير الله قلب القاتل حتى يرى مجد الله في المحبة لا في الموت. نصلي كي يرحم الله ناهض ويقبله في الملكوت حيث الحرية الحقة، وحيث السعادة الحقة، وحيث المحبة هي الكلمة الفصل، المحبة التي لا تعرف حدود الدين ولا العرق، لأنها كبيرة كقلب الله، ولأن أجمل لقب لله تعالى هو أنه محبة، وفقط محبة".

وخلص المطران لحّام عظته بالقول: "نصلي من أجل عائلة المرحوم. نطلب لهم الصبر وعزاء الإيمان والرجاء المسيحي أن فقيدهم لم يمت بل هو حي بصحبة أمه مريم العذراء والملائكة والقديسين في دار الأبدية. فباسمي وباسم العائلة البطريركية بطاركة وأساقفة وكهنة وشمامسة وراهبات، أتقدم بعزاء الإيمان إلى والدته الفاضلة، وزوجته وأولاده وإخوانه وأخواته، وعموم آل حتر والنبر في الأردن والمهجر. له الرحمة ولكم من بعده طول العمر والعزاء. الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركًا".