موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٧ يوليو / تموز ٢٠١٩
المطران شوملي: لدى أردننا ثروة أهم من مناجم الذهب وآبار النفط: هي جيل الشباب

عمان – أبونا :

ننشر فيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس مجلس امناء الجامعة الامريكية في مادبا المطران الدكتور وليم شوملي ، في حفل تخريج الفوج الخامس من الجامعة التابعة للبطريركية اللاتينية في القدس:

راعي الحفل سيادة المدبر الرسولي في القدس
اعضاء مجلس أمناء الجامعة الأمريكية
سعادة رئيس الجامعة
الإخوة عمداء الكليات والأساتذة الكرام
الخريجون والخريجات وذويهمالأعزاء
الضيوف الكرام مع حفظ الألقاب،

يفخر مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في مادبا-وطاقم المحاضرين والاداريين- بتخريج الفوج الخامس من طلابها وطالباتها. نهنئهم وذويهم، ونشكرهم على ثقتهم بنا، ونتمنى لهم التوفيق في ولوج سوق العمل أو مواصلة الدراسات العليا.

أيها الخريجون والخريجات،

إن الأردن، الذي نفخر بالعيش فيه-لأنه أرضٌ مقدسة ووريث حضارات عريقة-وأرضُ عيش مشترك بين جميع سكانه والوافدين اليه،هو بحاجة الى سواعدكم وعقولكم وكفاءاتكم. إنه لا يملك من الموارد الطبيعة إلا النزرَ اليسير، ويعيش في جوارٍ ملتهب -وقد نجا بأعجوبة من عدوى الأزمات الإقليمية الطاحنة. ولكن لدى أردننا ثروةٌ- أهم من مناجم الذهب وآبار النفط. هي جيل الشباب التواقِ الى المعرفة -الذي يتنافس كل سنة بأعداد كبيرة لدخول الجامعات - ويضحي بالغالي والرخيص لمواصلة الدراسات العليا. وتطمح جامعاتنا الرسمية والخاصة، ومنها جامعتُنا الفتية، أن تكون حاضنة للطاقات الإبداعية- للمتفوقين والمتفوقات- وان تقدّم لهم الأدوات والوسائل المعرفية-ليكونوا جزءاً اساسياً من قوى التحريك والتطوير-في عالم أصبحت فيه التكنولوجيا الرافعة الأساسية.

أنتم محظوظون-ايها الخريجون -لأنكم تعيشون في عالم رقمي سريع التطور -تنتقل فيه المعلومات بسرعة البرق. فأصبحت المعارف والموسوعات والمجلات العلمية - متوفرة وعلى متناول كبسة إصبع. ولديكم فرصٌ لا محدودة للتعلم والبحث العلمي. نعيش في عالم لم يعد أبطاله- الشعراءِ والفلاسفة كما كانوا في السابق - بل العلماء والتقنيون والمخترعون. فلا تكن الشهادة التي ستتسلمونها اليوم نهاية المطاف -بل منطلقاً جديداً لمواصلة التعلم الذاتي - والنهل من ينابيع المعرفة الرقمية والورقية.

أيها الخريجون والخريجات،

الجامعة الامريكية في مادبا لا زالت فتية -ولكنها تطمح إلى تنمية البرامج الاكاديمية وتحسين البنية التحتية وتوسيع الطاقة الاستيعابية ونيل الاعتمادية الأمريكية من لجنة التعليم العالي في نيو انجلند. نعتذر عن أي تقصير تجاهكم ولكن النية هي مواصلة الارتقاء بالبيئة التعليمية. وسنثري برامج الفصل القادم بمساقات جديدة هي وليدة تفاعلنا مع المجتمع المحلي. ومنهاإدارة الموارد البشرية، التصميم والتواصل البصري، ومساقات أخرى في المستقبل. وأرغب الإشارة هنا الىانجاز جدير بالذكر وهو أن خريجي كلية الصيدلة في كلية العلوم الصحية في هذه الجامعة حصلوا لعدة سنوات متتالية على المركز الأول بين الجامعات الاردنية في امتحانات نقابة الصيادلة الاردنيين. مبروك لهم ولكم.

أيها الإخوة والأخوات،

لن يغيب عن ذهننا الحلم الذي من أجله تأسّست الجامعة الأمريكية في مادبا: وهو أن نشاهد أجيالاً من الرجال والنساء، المؤهلين علمياً - يأخذون دورهم في المجتمع، وهم مزوّدون بالمهارات والمعرفة والحكمة، وثقافة التسامح والحوار واحترام الاختلاف،والانفتاح على الثقافات واللغات الأخرى،فنزداد ثراءً وإثراء.

في النهاية أتمنى وادعو لكم أيها الخريجون والخريجات كي تجعلوا من حياتكم قصة كفاح ونجاح-تحققون بها ذواتكم وأحلامكم –وتخدمون عائلاتكم -وتبنون وطنكم الذي هو في أمس الحاجة - الى سواعدكم الفتية وعقولكم الخلاقة وكفاءاتكم العالية.

ويتشابك اليوم الاحتفال الأكاديمي مع الوطني. فبينما نحتفل بتخريج الفوج الخامس تمر عشر سنوات على وضع حجر الأساس لهذه الجامعة، وعشرون عامًا على تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية. مبروك إذا لكم ولأهلكم المحبين، ومبروك لجامعتكم وأساتذتكم، ومبروكٌ لجلالة مليكنا عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وحفظكم جميعاً. وألف مبروك