موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٤ سبتمبر / أيلول ٢٠١٧
المطران حنا: أقول للمتطرفين المنزعجين من الحضور المسيحي بالقدس بأننا باقون

رام الله - دنيا الوطن :

قال المطران عطاالله حنا، رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، بأنه لا توجد هنالك قوة في هذا العالم قادرة على انتزاع جذورنا العميقة في تربة هذه الارض المقدسة، نحن ننتمي للقدس وتاريخها وهويتها وتراثها ومقدساتها، نحن ننتمي للشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية ولن نتخلى في يوم من الايام عن رسالتنا الروحية والانسانية والوطنية في هذه الارض المقدسة.

وتابع ان ما حدث ردنا عليه هو اننا باقون في مدينتنا المقدسة شاء من شاء وابى من ابى، ان هذا التطرف وهذه الكراهية العمياء لن تزيدنا الا تشبثا وارتباطا وتعلقا بمدينتنا المقدسة التي هي عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة اهم مقدساتنا وعنوان وحدتنا واخوتنا وتلاقينا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد في هذه الديار.

وأضاف ليست المرة الاولى التي فيها نتعرض لمثل هذه الاعتداءات ومن الواضح بأنها لن تكون الاخيرة، اذ هنالك تزايد في اعداد المتطرفين اليهود في البلدة القديمة والذين تقدم لهم الحماية لكي يقوموا بإستفزاز ابناء شعبنا بطريقة غير مقبولة وغير مبررة. وأوضح ان ما حدث لن يخيفنا ولن يؤثر علينا، بل بالعكس نحن نؤكد امامكم وامام جميع اصدقاءنا بأننا لن نتخلى عن رسالتنا وحضورنا وخدمتنا لهذه المدينة المقدسة التي ننتمي اليها بكل جوارحنا.

وتابع: ان ظاهرة التطرف اليهودي وخاصة في البلدة القديمة من القدس في ازدياد ملحوظ، فهنالك رجال دين مسيحيين تعرضوا لاعتداءات مماثلة كما ان الجنازات المسيحية التي يتقدمها الصليب المقدس عندما تنطلق من كنائس القدس الى المدافن المسيحية خارج الاسوار في كثير من الاحيان يقوم هؤلاء المتطرفين اليهود بالبصق والشتم واستفزاز المشاركين في هذه المناسبات.

وأشار إلى ان هذه الظاهرة موجودة في القدس منذ سنوات ولكنها ازدادت في الاونة الاخيرة فهنالك عدد من رجال الدين المسيحي الذين يتعرضون لمضايقات من هذا النوع من قبل هذه الجماعات المتطرفة التي لا تؤمن بالتعايش والتسامح الديني. وأضاف اننا نعبر عن رفضنا واستنكارنا لهذه الظاهرة ولهذه الكراهية المتصاعدة بحق المسيحيين وبحق رجال الدين المسيحي بنوع خاص.

وأوضح نود ان تصل رسالتنا الى حيثما يجب ان تصل لان هذا التطرف وهذه العنصرية التي نلحظها في كل يوم وفي كل ساعة لن تزيدنا الا انتماء وتشبثا بمدينتنا المقدسة ورفضا لظاهرة التطرف والعنصرية والكراهية بكافة اشكالها والوانها. وتابع نحن من اولئك الذين يؤكدون دوما بأن الناس جميعا وان تعددت اديانهم ومذاهبهم الا انهم ينتمون لاسرة بشرية واحدة خلقها الله ولكن هؤلاء المتطرفين قد اعمت الكراهية بصرهم وبصيرتهم وهم يتصرفون بهذه الطريقة اللانسانية واللاخلاقية.

وأكد هنالك مجموعات يهودية متدينة متطرفة في القدس التي عندما تمر بجانب كنيسة او بجانب رجل دين مسيحي او راهبة او حتى حجاج مسيحيين يبصقون عليهم ويشتمونهم ويعتبرون هذا جزءًا من طقوسهم الدينية التلمودية. نتمنى من الكنائس المسيحية ان تولي اهتماما بهذه الظاهرة فمدينة القدس هي حاضنة اهم المقدسات المسيحية وهي القبلة الاولى والوحيدة للمسيحيين ولا يجوز الصمت والقبول بهذه التعديات التي يتعرض لها رجال الدين المسيحي بهدف تخويفهم وترهيبهم.

وتابع: ما اود ان اقوله بأننا سنبقى متمسكين بانتماءنا للشعب الفلسطيني ودفاعنا عن عدالة القضية الفلسطينية، واذا ما كانت هنالك جهات متطرفة منزعجة من الصوت المسيحي الفلسطيني الوطني فإننا نقول لهم ولمن ارسلهم بأن تهديداتكم وشتائمكم والفاظكم البذيئة لن تزيدنا الا تمسكا وتشبثا بانتماءنا للقدس ودفاعنا عن عدالة قضية الشعب الفلسطيني. وفي الوقت الذي فيه نرفض ظاهرة التطرف الديني اليهودي بحق المسيحيين ورجال الدين بنوع خاص، والشعب الفلسطيني بشكل عام، فإننا نرفض اي نوع اخر من انواع التطرف، ان ظاهرة التطرف الديني هي ظاهرة مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا لاننا نعتقد بأن الدين ليس سورا يفصل الانسان عن اخيه الانسان بل هو جسور محبة واخوة وتلاق وسلام.

وختم المطران حنا بالقول: ان ظاهرة التطرف ايا كان مصدرها انما هي حالة خارجة عن السياق الانساني والاخلاقي والحضاري. اقول لاولئك الذين لا يعجبهم الحضور المسيحي في مدينة القدس، بأن القدس هي مدينة الصليب والالام والقيامة والنور، انها المدينة التي تحتضن اهم المقدسات المسيحية والتي منها انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها.