موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
المطران بيتسابالا: لا يمكن فصل الاستقرار في الشرق الأوسط عن حل عادل للقضية الفلسطينية

أبونا :

 

"الاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن فصله عن حلّ واضح وكريم للقضية الفلسطينية". هذا ما أكده رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، المدبّر الرسولي لبطريركيّة القدس للاتين، في المقابلة التي عقدت معه في قصر ديلا روفيري بالعاصمة الإيطاليّة روما، يوم الأربعاء 21 تشرين الأول 2020.

 

"الأرض المقدسة والشرق الأوسط: الأحداث الحاليّة والآفاق المحتملة"، هذا هو موضوع المقابلة التي نظمتها جمعية فرسان القبر المقدس، وأدارها الصحفي بييرو داموسو. وقد تطرّقت الأسئلة لمواضيع مختلفة، من جائحة كورونا وآثارها في الأرض المقدسة، إلى دور فرسان القبر المقدس الحاسم خلال الحالة الصحيّة الطارئة، إلى القضايا السياسيّة الحسّاسة التي تؤثر على المنطقة.

 

وقدّم المقابلة، التي بثّت على مباشرة عبر شبكة EWTN التلفزيونيّة، الرئيس الأعلى لجمعية فرسان القبر المقدس الخيريّة الكاردينال فرناندو فيلوني، حيث كان نيافته قد ترأس في صباح اليوم ذاته قداسًا إلهيًا في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، بمناسبة عيد السيدة العذراء، سلطانة فلسطين، وهو العيد أهم شفيعة لأبرشية البطريركيّة اللاتينية في الأرض المقدسة.

 

وخلال المقابلة، تحدّث المطران بيتسابالا عن آثار وباء كورونا في أبرشيته: "بالنسبة للواقع الفلسطيني، وهو الواقع الاجتماعي الأكثر هشاشة، شكّل الوباء ضربة قاسية على الاقتصاد. أُلغيت جميع رحلات الحج نهائيًا، مما خلق وضعًا اقتصاديًا صعبًا بالنسبة لآلاف العائلات". ولفت إلى أن إغلاق الكنائس أو المعابد أو المساجد أمام الجمهور في الأرض المقدسة كانت دائمًا فكرة "صعبة الهضم"، حيث أن الإيمان والصلاة والعبادة لها تأثير على الحياة العامة، وهو ربما لم يعد موجودًا في أوروبا.

 

وقال: إنّ المجتمع الذي سيخرج بحال أفضل، ما بعد الوباء، هو ذلك الذي "تعلّم الدرس"، وهو تقبّل دعوتنا بأننا إخوة لبعضنا بعضًا. كما أشار إلى الحاجة لبناء الثقة في أرض تعيش عليها شعوب مختلفة، وحيث كذلك الحاجة مُلّحة إلى الأخوّة، ضمن سياق معقّد بسبب تمازج الدين بالسياسة، وبسبب أن حقيقة العيش معًا قد مرّت بلحظات جميلة جدًا، إلى جانب صعوبات عدّة. ولفت إلى أنه لا يكفي للتغلب على تلك الصعوبات من خلال العمل المؤسساتي فحسب، إنما يجب معالجتها بشكل يوميّ، من خلال تعزيز رسالة الأخوّة، في المدارس، وفي المستشفيات، حيث يحيا الناس ويعيشون.

 

وفيما يتعلّق بقضية السلام في الشرق الأوسط، أكد المطران بيتسابالا بأن "حلّ الدولتين هو الحل الوحيد الممكن. فلا يمكنك أن تقول للفلسطينيين أنه لا حق لهم في أرض وشعب. فمن الأكيد أن لديهم الحق في امتلاكهما. لكن من الناحية الواقعية، أتساءل كيف يمكن أن يتحقق ذلك في ظل الوضع السياسي الحالي؟". فماذا يمكن أن يكون الحل إذًا؟ يجيب سيادته: "علينا العمل ضمن أطر طويلة الأمد. في هذه اللحظة، يجب إعادة الثقة بين الشعبين، وهذه الثقة لن تعود سريعًا بين اليوم وغدًا. إنه عمل يتطلّب رؤية وقيادة غير متواجدتين في الوقت الحالي".

 

وخلص المدبّر الرسولي لبطريركيّة القدس للاتين، المطران بييرباتيستا بيتسابالا، في المقابلة إلى القول: "نحن بحاجة إلى البدء من جديد، مع الأخذ بعين الاعتبار التعلّم من دروس الماضي، وبناء قيادة لديها رؤية من قبل الطرفين. في الوقت الحالي، فإنّ الأمر الوحيد الذي يمكننا القيام به هو العمل ضمن النطاق المحلي، في الأُطر الصغيرة، مثل المدارس والمستشفيات والمجموعات والمراكز الثقافية... وبعد ذلك يتم إعادة بناء هذا النسيج شيئًا فشيئًا على مدار فترة طويلة من الزمن".