موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
المطران بيتسابالا في عيد العنصرة: كالتلاميذ لا يجب أن نعود إلى حياتنا السابقة
في الوقت الذي بدأت فيه عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي تدريجيًا تحت إجراءات الوقاية، أكد المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية، في عظة أحد العنصرة، على ضرورة تبني "منظور جديد"، وتلقي "حياة جديدة"، تمامًا كما فعل التلاميذ عند حلول الروح القدس عليهم.
منظر عام لقداس أحد العنصرة في كنيسة رقاد العذراء بالقدس، 2020 (تصوير: البطريركية اللاتينية)

منظر عام لقداس أحد العنصرة في كنيسة رقاد العذراء بالقدس، 2020 (تصوير: البطريركية اللاتينية)

فاتيكان نيوز :

 

"علينا أن نقبل فكرة عودة تدريجية وغير منتظمة... وربما علينا أن نسأل أنفسنا أيضًا عن نوع الحياة العادية التي ستكون لنا في المستقبل. هل سيكون حقًا كل شيء كما كان سابقًا؟" هذا ما تمحورت حوله عظة المطران بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في القداس الإلهي الذي ترأسه صباح الأحد في كنيسة رقاد السيدة العذراء بمناسبة عيد العنصرة.

 

وفي عظته سلط المطران بيتسابالا الضوء على أنّه سيكون هناك حاجة كبيرة للصبر لكي نفهم ماذا ينبغي فعله وكيف علينا فعله مذكّرًا في هذا السياق أن الرسل أيضًا كانوا خائفين ومنغلقين في العليّة ولكن الروح القدس حوّلهم. وإذ توجّه إلى مسيحيي الأرض المقّدسة قال المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية نحن مدعوون لنشهد في جميع الأساليب الممكنة، بواسطة الأعمال والكلمات الصادقة والحرّة وأبعد من جميع أشكال الخوف، لمحبّة الحياة في أرضنا هذه حيث تملك الحياة قيمة ضئيلة. نحن مدعوون لكي نكون فرحين وبدون تذمّر لأننا لا نريد أن نكون كنيسة التذمر، وإنما كنيسة الفرح، لأن الفرح هو أيضًا رسالتنا.

 

وأضاف: لن نتحلّى بالمصداقية عندما نتحدّث عن الحوار واللقاء والسلام والمصالحة مادامت جماعاتنا تنقسم على كل شيء، وما دمنا لا نعرف كيف نضحّي بالقليل من أنفسنا لكي نقبل الآخر باختلافاته ومحدوديّته وما لم نلتزم بصدق على جميع الأصعدة من أجل الوحدة التي هي تمام مجد المسيح. ولن نكون فعلاً كنيسة القدس ما لم يكن في قلوبنا رغبة صادقة في السلام. هذا واعتبر المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية أنّه ولأسابيع عديدة عشنا نحن أيضًا منغلقين في بيوتنا وعلِّياتنا، وقد طبع الخوف حياتنا لزمن طويل وربما لم نخرج منه بعد.

 

وأشار المطران بييرباتيستا بيتسابالا في هذا السياق إلى أن العديد من النشاطات لم تُستأنف بعد وأنَّ الاضطراب بسبب ما حدث لا يزال يميّز حديثنا والآفاق الاقتصادية والاجتماعية الهشة للمستقبل القريب تقلقنا أكثر فأكثر. ولكن وكما أنَّ لقاء التلاميذ مع القائم من الموت لم يُعيد التلاميذ إلى حياتهم السابقة بل جعلهم يعبرون إلى منظور جديد بالكامل هكذا أيضًا يطلب الروح القدس اليوم من الكنيسة القدس أن تدخل في منظور جديد وألا تسعى للعودة إلى حياتها السابقة.

 

وبالنسبة للمدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية علينا أن نسمح بأن تستحوذ علينا حداثة الحياة التي يمنحها الروح القدس باستمرار ولذلك حثَّ المؤمنين قائلاً نحن مدعوون لكي نفحص قلوبنا لكي نفهم إلى أين يريد الروح القدس أن يقودنا وأن نقرأ علامات الأزمنة ونضع أنفسنا في إصغاء للمتطلبات التي تظهر من أوضاع الحياة المختلفة وأن نقيّمها بواسطة الصلاة وفي ضوء كلمة الله.

 

وأضاف محدّدًا أن الأأمر يتعلّق بعبور هذا الواقع المأساوي الذي نعيشه بروح من يملك الثقة بقوّة قيامة المسيح وبالتالي هو مستعدّ لكي يضع نفسه على المحك ويخاطر لكي يساهم في بناء ملكوت الله متغلبًا على جميع أشكال الخوف والوحدة وممتلئًا من الفرح. وبالتالي إذا كنا نتساءل من أين وكيف ينبغي علينا أن ننطلق مجدّدًا فالجواب يعطينا إياه الإنجيل: حياة، فرح، رسالة، مغفرة وسلام. فالمؤمن لا يهرب من الصليب الذي سيكون حاضرًا على الدوام وإنما هو يسمح للمغفرة التي اختبرها أن تستحوذ عليه.

 

وختم المطران بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية عظته بالقول لقد اختبرنا خلال هذه الأشهر الماضية أنّه بإمكاننا أن نحيا أيضًا بدون العديد من النشاطات الراعوية والاجتماعية التي كنا نعتقد بأنها أساسية وجوهرية، ولكننا الآن في استعادتنا لنشاطاتنا ربما قد فهمنا بشكل أفضل ما نحتاج إليه فعلاً وما هو ضروري لنا أي أن نعيش في روح القائم من الموت ونشهد له بدون خوف.