موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٩ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
المطران بيتسابالا: إن المستقبل سيحتاج للمزيد من العدالة والمصالحة والمحبّة
في عالم يتحدّث دائمًا عن الحرية ولكنه يجد على الدوام أشكال عبودية جديدة، نحن مدعوون لكي نبقى أحرارًا: أحرار من أجل الملكوت، وأحرار من أثقال بلا فائدة، ومن عادات وتقاليد فقدت طعم الحياة، وأحرار لآنية الخلاص الذي يتردّد صداه في كل لقاء حقيقي مع المسيح.
المطران بيتسابالا مترئسًا رتبة تبريك الزيوت في كنيسة الجتسمانية، 18 حزيران 2020 (تصوير: نديم عصفور)

المطران بيتسابالا مترئسًا رتبة تبريك الزيوت في كنيسة الجتسمانية، 18 حزيران 2020 (تصوير: نديم عصفور)

فاتيكان نيوز :

 

"لا اعتبر احتفالنا اليوم في الميرون المقدس تأجيلًا فُرض علينا بسبب الظروف... وإنما ينبغي على المرحلة الصعبة التي عشناها بسبب الوباء وتبعاته أن تصبح أيضًا دعوة لنعيد التفكير في أنفسنا بأسلوب مختلف" هذا ما قاله المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين المطران بيرباتيستا بيتسابالا في عظته مترئسًا القداس الإلهي في بازيليك الجتسمانية خلال قداس تبريك الزيوت الذي غالبًا ما يتم الاحتفال به خلال قداس خميس الأسرار، ولكن بسبب القيود التي كانت مفروضة على الكنائس بسبب فيروس كورونا، تم تأجيله.

 

وفي القداس الذي يتمّ فيه تبريك زيت مسحة المرضى، وزيت المعمودية، وزيت الميرون والذي يجدد فيه الكهنة أيضًا الوعود التي قطعوها يوم سيامتهم الكهنوتية، توجّه المطران بيتسابالا بشكل خاص إلى الكهنة مؤكّدًا أنّه عليهم أولاً واجب أن يجعلوا صدى كلمة الله يتردد، تلك الكلمة التي تصحح الرؤى الأنتروبولوجية القصيرة النظر، وتوسع الاستراتيجيات السياسية والاجتماعية الضيقة، وتدلُّ جماعاتنا المتعبة والمشوشة على الدروب الإنجيلية للإيمان والبحث عن الجوهري والاتزان والمشاركة؛ كذلك حث المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين لكي يجدوا في كلمة الله القوة وشجاعة تصرفات وكلمات رجاء تقوم على إله العهد الذي لم يتوانى أبدًا عن وعده بأن يعيد البناء مجددًا فوق أنقاضنا.

 

وذكر المطران بيتسابالا الأساقفة والكهنة بأنّه عليهم أن يتشبّهوا بالمسيح ويتخلّوا عن كلِّ ما يعيق العلاقة مع الله الآب، وأضاف أن المستقبل سيحمل فقرًا وآلامًا قديمة وجديدة وبالتالي سنكون بحاجة للمزيد من العدالة والمصالحة ولتحقيق ذلك نحن بحاجة لأن نبذل ذواتنا بشكل كامل في حياة العالم وأن نأخذ على عاتقنا أثقال بعضنا البعض في الفرح والألم، في وحدة الخدمة الكهنوتية أو في الأخوة المتقاسمة. وفي عالم يتحدّث دائمًا عن الحريّة ولكنّه يجد على الدوام أشكال عبودية جديدة نحن مدعوون لكي نبقى أحرارًا: أحرار من أجل الملكوت وأحرار من أثقال بلا فائدة، ومن عادات وتقاليد فقدت طعم الحياة وأحرار لآنية الخلاص الذي يتردّد صداه في كل لقاء حقيقي مع المسيح.

 

وختم المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين عظته رافعًا الصلاة من أجل كنيسة نبويّة وكهنوتيّة وملوكيّة، حرّة من المنطق البشري للسلطة وقادرة على التعزية والتحدث إلى قلوب البشر، وأن تقود إلى الله وتقدّم له حياتها محبّة بالعالم وتشهد لملك المسيح على العالم، ملك المحبة والعطاء والحريّة والمجانية.