موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
المطران بول هندر يتحدث عن الرسالة العامة للبابا فرنسيس Fratelli Tutti

فاتيكان نيوز :

 

في مقابلة أجرتها معه وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية للأنباء، تحدث المطران بول هيندر، النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية (الإمارات العربية المتحدة، عُمان واليمن) والمدبر الرسولي في شمال شبه الجزيرة العربية (الكويت، المملكة السعودية، قطر والبحرين) عن الرباط القائم بين الرسالة العامة للبابا فرنسيس "جميعنا أخوة"، والوثيقة بشأن الأخوّة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس مع إمام الأزهر أحمد الطيب في الإمارات العربية المتحدة في شباط من العام الفائت.

 

ولفت إلى أن احترام الكائن البشري والدفاع عن المهاجرين والمحتاجين، كما جاء في مثل السامري الصالح، مبدآن يوحدان جميع الديانات المدعوة إلى إيجاد أجوبة ملائمة للتحديات أو أوضاع الظلم الموجودة اليوم. وشدد أن العنصر الأهم بالنسبة للكنيسة في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج عموما يتمثل في هذا الرباط القائم بين الرسالة العامة "فراتيلي توتي" ووثيقة الأخوّة الإنسانية وشخصية القديس فرنسيس الأسيزي.

 

ولفت إلى أنها المرة الأولى التي تشير فيها رسالة عامة إلى أن البابا تلقى تشجيعًا من شخص غير مسيحي، ألا وهو إمام الأزهر، وقال إن هذا أمر في غاية الأهمية وهو يملأ قلب المسلمين في المنطقة بالفخر والاعتزاز. وأشار إلى أهمية هذه الوثيقة بالنسبة لشبه الجزيرة العربية، رغم أنه لم تُسجل لغاية اليوم ردود أفعال رسميةٌ عليها، ولا حتى من قبل الصحف الصادرة باللغة الإنجليزية. وقال إن هذا الأمر يفاجؤه خصوصًا لأن نص الرسالة محفّز جدًا، لكن قد لا يكون للناس ما يكفي من الصبر ليقرأوا الرسالة بكاملها.

 

وأوضح سيادته في هذا السياق أن كل شخص مدعو إلى الاطلاع على الرسالة لأن البابا فرنسيس قدّم في الوثيقة تحليلا كاملا ومفصلا عن الوضع الراهن في عالم اليوم، دون أن يوجّه إصبع الاتهام إلى أحد، ودعا إلى إعادة النظر في الروابط الاجتماعية والتحديات السياسية والمناخية والمتعلقة بالعدالة، التي لا بد من مواجهتها، مدركين أنه لا يوجد بلد في العالم لا تعنيه هذه الرسالة العامة.

 

فيما يتعلق بمنطقة الخليج فدعوات البابا إلى احترام الشخص البشري تكتسب قيمة مميزة، خصوصًا نظرًا لوجود العديد من العمال الأجانب، حتى داخل الكنيسة نفسها، كما قال المطران هيندر، مضيفًا أن البابا عبّر عن وقوفه إلى جانب الأشخاص الأكثر ضعفًا، ومن هم عاجزون عن الدفاع عن حقوقهم ويحتاجون إلى مزيد من الاهتمام. وأوضح أن هذا الأمر ينسحب على مناطق العالم كافة، لا في شبه الجزيرة العربية وحسب، لافتًا إلى تحقيق تقدّم هام في المنطقة على صعيد التشريعات، مع أن الوضع على أرض الواقع يبقى مختلفًا.

 

وسلط سيادته الضوء على الدور الواجب أن تلعبه وسائل الإعلام في هذا المجال، والمدعوة إلى مساعدة الناس على التعرف على هذه الوثيقة بصورة أفضل، واقترح أن يُقسّم النص إلى فقراتٍ بحسب المواضيع التي يتناولها، لأن الناس لن يقرأووا نصا طويلاً كهذا. وأشار إلى أن الموقع الإلكتروني الخاص بالنيابة الرسولية سينشر تعليقات على المضامين الأساسية لهذه الرسالة العامة. هذا فضلا عن العظات والندوات التي تُبث عبر الإنترنت والتي تشكل أيضًا قنوات هامة من أجل نشر الرسالة العامة وسط أكبر عدد ممكن من الناس.

 

ختامًا، شدد المطران بول هيندر على أهمية الحوار، خصوصًا في وقت يشهد فيه العالم تقاربًا بين الدول، وقال: يتعين أن يكون هذا التقارب مرفقًا بالتفاهم بين شعوب كانت عدوة في الماضي ويتعين عليها اليوم أن تجد أرضية مشتركة.