موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٩ فبراير / شباط ٢٠٢٠
المطران بولس عبد الساتر للمسؤولين: أصلحوا الخلل، وإلا فالاستقالة أشرف!
شارك رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء حسان دياب، اليوم الأحد، في القداس الذي أقيم في كنيسة القديس مارون في الجميزة، برئاسة راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، بحضور شخصيات رسمية وسياسية ودبلوماسية، لمناسبة عيد شفيع الكنيسة المارونية.
المطران بولس عبد الساتر خلال ترؤسه القداس الإلهي في عيد مار مارون

المطران بولس عبد الساتر خلال ترؤسه القداس الإلهي في عيد مار مارون

بيروت - أبونا :

 

قال راعي أبرشية بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر: ليس المسؤول الوطني أو الزعيم الصالح "من يحسُب الوطن ملكية له ولأولاده من بعده، ويحتكر السلطة ويستبدّ ويظلم من وثقوا به"، إنما "من يعمل لخير المواطن.. ومن يختار الرحيل أو التخلي عن الزعامة كلّ يوم مرات ومرات، على أن يخذل شعبه أو أن يُسيء إليه ولو مرة واحدة".

 

وبحضور رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء حسان دياب، وحشد من شخصيات الرسمية والسياسية والدبلوماسية، قال المطران عبد الساتر في عظة القداس الذي ترأسه بمناسبة عيد مار مارون: "أيها المسؤولون السياسيون والمدنيون.. إننا نريد أن نحيا حياة إنسانية كريمة، وإننا تعبنا من المماحكات العقيمة ومن الاتهامات المبتذلة. مللنا القلق على مستقبل أولادنا، والكذب والرياء. نريد منكم مبادرات تبث الأمل، وخطابات تجمع، وأفعالاً تبني. نريدكم قادةً مسؤولين".

 

الإصلاح.. وإلا فالاستقالة أشرف!

 

وتساءل مطران أبرشية بيروت المارونيّة: "ألا يحرِّكُ ضمائرَكم نحيبُ الأمّ على ولدها الذي انتحر أمام ناظرَيها، لعجزه عن تأمينِ الأساسي لعائلته؟ أوليست هذه الميتة القاسية كافية حتى تُخرِجوا الفاسدَ من بينكم وتحاسبوه وتستردوا منه ما نهبَه لأنه ملكٌ للشعبِ؟ ألا يستحق عشرات الألوف من اللبنانيين الذين وثِقوا بكم وانتخبوكم في أيار 2018 أن تُصلحوا الخلل في الأداء السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي، وان تعملوا ليل نهار، مع الثوار الحقيقيين اصحابِ الإرادة الطيِّبة، على إيجاد ما يؤمِّن لكلِّ مواطنٍ عيشةً كريمةً؟ وإلا فالاستقالةُ أشرَفُ. أوليس وقوفُ الآلاف من شبابنا أمامَ ابوابِ السفاراتِ في مَسعًى منهم إلى مغادرة البلاد في أسرع وقت، حافزًا كافيًا لتتوقفوا يا رؤساء الأحزاب والنوابَ والوزراءَ، عن تقاذف التهم والمسؤوليات، وعن محاولاتِ تحقيقِ مكاسبَ هشةٍ، سياسيَّةٍ وغيرها، والشروعِ في التعاون معًا بجِديَّةٍ وبنظافةِ كف، من أجل إنقاذ وطنِنا من الانهيار الاقتصادي والخراب الاجتماعي؟ فماذا تنتظرون؟".

 

الزعيم الأصيل والصالح

 

وقال المطران بولس عبد الساتر: "ليس زعيمًا وطنيًّا ولا مسؤولاً صالحًا من يشجِّع في خطابه على التعصّب والتَفرِقَةِ. وليس زعيمًا من يحسُبُ الوطنَ مُلكيّةً له ولأولاده من بعده، ويحتكر السلطة ويستبدّ ويظلِم من وثِقوا به. الزعيم الأصيل هو الذي يختارُ أن يثبتَ في أرضِهِ في زمن الضيق مع أهله حتى الاستشهاد، ويعملُ لأجل شعبِه حتى نِسيان الذات، ويتنكّرُ لمشاريعه ولمصالحه السياسيَّة والشخصيَّة حتى نُكران الذات. الزعيم الحقيقي يقول الحق دومًا من دون مواربة وبلا خوف، ولا يساوم عليه. إنَّه يعمل لخير المواطن، كل مواطن، ومن دون تردّد. الزعيم الوطني هو الذي يقاوم التوطين والتجنيس من أجل الحفاظ على وجه لبنان الرسالة وعلى حق كل لاجئ ونازح بالعودة إلى أهله وبلده. الزعيم الصالح هو الذي يختار الرحيل أو التخلي عن الزعامة كلّ يوم مرات ومرات على أن يخذل شعبه أو أن يُسيء إليه ولو مرة واحدة".

 

خوفي أن ينفجر الشعب كله

 

وخلص إلى القول: "إننا اليوم، لا نزال نؤمن نحن اللبنانيين الذين تشرّد لنا احباء، وسقط لنا شهداء وجرحى، ولنا مفقودون وأسرى ان كل هذا الألم لن يذهب سدًى. ولا نزال نرجو، نحن الذين نعاني الخوف من الفقر والضيق المعيشي والحُرمان من أبسط مقوِّمات العيش الكريم، لا زلنا نرجو ان تستيقظ الضمائر، وأن يقوم القضاء بدوره في المحاسبة بحريَّة وشفافيَّة. نحن اللبنانيين لا نزال نصدِّق يا فخامة الرئيس ويا دولة رئيس مجلس النواب ويا دولة رئيس مجلس الوزراء أنَّكم، مع من انتخبناهم مسؤولين علينا، لن تخذلونا. وإلا الويلُ لنا جميعًا. أُنهي عظتي بكلمات قيلت في لبنان منذ زمن: "ما حدا بيقدر يحبس المي، والناس متل المي إلا ما تلاقي منفز تنفجر منو..." خوفي أن ينفجر الشعبُ كلُّه فيختارَ أن يرحل عن شوارعه وبيوته التي عاش فيها المذّلةَ والقهر والتعاسة، ساعيًا خلف أوطان جديدة فيزولُ لبنان".