موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٨ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
المطران الماروني في حلب: قانون قيصر "الإجرامي" واللإنساني سيزيد من معاناة الشعب السوري
"إذا دخلت بعمق في مشقات ومعاناة العائلات، ستسمع قصصًا تبكي. لا يمكن أن تكون الأمور أسوأ"

وكالة فيدس :

 

"يقول الجميع اليوم في حلب: لقد كنا بحال أفضل تحت القنابل".

 

تحمل كلمات مطران أبرشية حلب المارونيّة جوزيف طوبجي، هذه الكثير من المرارة في تصوير للمشاعر السائدة بين سكان المدينة السورية في اليوم الذي فرضت فيه الولايات المتحدة الأميركية عقوبات اقتصادية كبيرة على سورية، بما بات بعرف بـ"قانون قيصر". وليأتي تمديد العقوبات على البلاد لمدة عام من الاتحاد الأوروبي لتزيد على مصائب السكان المنهكين من سنوات من الحرب.


 

جوع حقيقي

 

ويضيف الأسقف الماروني في حديثه لوكالة فيدس الفاتيكانيّة للأنباء: "ها هو شبح جائحة فيروس الكورونا يحصد الضحايا حتى داخل حدود سورية. وتصل القنبلة فجأة لتقتل من حولها. هناك جوع حقيقي في سورية اليوم، وملايين الناس يرون الموت المحتمل قريبًا، يصل إليهم ببطء دون أي وسيلة للهروب".

 

إنّ السيناريو الذي يصفه مطران مدينة حلب الماروني هو محزن بشكل موضوعي، ويشرح إلى وكالة فيدس، لقد "انخفضت قيمة الليرة السورية بشكلٍ كبير، إذ كان الدولار قبل الحرب يعادل 50 ليرة سورية، أما الآن فقد بلغت قيمته حوالي ثلاثة آلاف ليرة، ولم يتغيّر متوسط ​​راتب الموظف، وبالتالي فإنّ ما كان يساوي 50 ألف ليرة هو عمليًا أقل من عشرين يورو اليوم".

 

ويضيف: "تغلق المحلاّت والشركات الصغيرة، يحاول الجميع البقاء على قيد الحياة مع ما يجدونه. ويجد أولئك الذين اودعوا أموالهم في مصارف لبنان غير قادرين على سحبها بسبب الأزمة المالية اللبنانية. تفتقر المستشفيات إلى الأدوية والمعدات اللازمة للجراحات المنقذة للحياة مثل الدعامات في عمليات القلب. وإذا دخلت بعمق في مشقات ومعاناة العائلات، ستسمع قصصًا تبكي. لا يمكن أن تكون الأمور أسوأ".


 

قانون إجرامي

 

ويتابع "إن ما يسمى بـ’قانون حماية المدنيين قيصر سوريا‘، الذي حصل على دعم من الحزبين في الكونغرس الأمريكي في كانون الأوّل الماضي، يقدّم نفسه على أنه مجموعة من العقوبات ضد القوات السورية وغيرهم من المسؤولين عن الفظائع التي ارتكبت خلال الحرب الأهلية في سورية. لكن تلك العقوبات الموجهة هي كذبة لا يصدقها حتى طفل".

 

ويضيف: "يرى الجميع الهدف جيدًا، فالأمر يتعلّق بزيادة المعاناة بين السكان لإثارة السخط الشعبي، وبالتالي إحداث تغيير في النظام. لكن هذه الطريقة في التصرف إجرامية. إن وضع شعب بأكمله في محنة خصوصًا في زمن الجائحة هذا في العالم، هو عمل إرهابي وغير إنساني. والعلامة هي التضحية بملايين الناس والفقراء والعائلات والاستعداد للقيام بأي شيء لتحقيق الأهداف. إنه عمل شيطاني".


 

تعزيز بوادر الأمل

 

إن الأولوية بنظر المطران جوزيف طوبجي، هي محاولة الحفاظ على الظواهر الخجولة لإعادة إطلاق العمل التي حدثت مع نهاية الصراع. ويخبر وكالة فيدس: "سوف نعيد افتتاح الكاتدرائية المارونية في الشهر المقبل، بعد عامين من الترميم. وكان ذلك ضروريًا بسبب الدمار الذي عانته خلال الحرب. ماذا يمكننا أن نفعل؟ علينا أن نحاول المضي قدمًا على أي حال في الوضع الذي نحن فيه ونعزز بوادر الأمل، وندعو الجميع إلى مرافقتنا في الصلاة في هذه الفترة".