موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٩ فبراير / شباط ٢٠١٧
المسيحيون الفلسطينيون يواجهون تحديات تسارع وتيرة الهجرة

رام الله – وكالات :

قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى، إن "المسيحيين الفلسطينيين يواجهون تحديات تسارع وتيرة الهجرة جراء اجراءات الاحتلال، فالاحداث على ارض فلسطين تتسارع في سباق مع الزمن حيث تسعى إسرائيل بكل أساليب الترهيب والترغيب لفرض امر واقع جديد في اشارة واضحة من حكومة الاحتلال الى حسم مسألة التوازن الديمغرافي لصالح تهويد المدينه المقدسة لطمس معالمها المسيحية والإسلامية وكل ما عليها".

وأضاف "على الرغم من عدم شرعية ما تقوم به إسرائيل إلا أنها ماضية في تحقيق أهدافها في ظل غياب حضور رسمي عربي عن ساحة الفعل اليومي في مواجهة اي اجراء من شأنه حسم مسألة الوجود على الارض، لذلك فإن اي فعل او اجراء احتلالي على الارض لحسم مسالة السيادة سيجعل دولة الاحتلال تقوم بأي فعل مُشين للضغط على المواطنين، وهذا ما حصل بالفعل مع المواطن المسيحي في فلسطين من خلال الاجراءات الطاردة التي تقوم بها دولة الاحتلال من منع اعطاء التصاريح وتضيق الخناق عليهم ومنع اعطاء لم الشمل للمواطنين".

ولفت أمين عام الإسلامية المسيحية، "هناك هجرة للعقول المسيحية إلى الدول الغربية، فالكثير من مسيحيي فلسطين هاجروا إلى الدول الغربية بشكل خاص والعربية بشكل عام، وكان السبب الرئيسي لهجرتهم أكثر إلى الدول الغربية هو الحروب والنزاع الطائفي التي تشهدها الدول العربية والتي ازدادت حدتها خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يدفع بهم للهجرة إلى الدول الغربية من جهة، ناهيك عن عوامل الجذب التي تبثها الدول الأوروبية والتي من شأنها تشجيع المسيحي الفلسطيني للهجرة بعيدًا عن الظروف التي يعيشها بفلسطين".

وأشار إلى أن "المسيحيين الفلسطينيين يواجهون عدم امكانية الوصول إلى المقدسات، ويعانون من الإجراءات التعسفية التي تمارس ضدهم من قبل دولة الاحتلال وخاصة المواطنين المتواجدين في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى صعوبة إمكانية الوصول إلى داخل القدس والاراضي المحتلة بعدم اعطائهم تصاريح لزيارة المقدسات المسيحية والكنائس إن كان ذلك في الأعياد أو بالزيارة العادية، الأمر الذي يزيد من مطامع الاسرائيليين بها، ناهيك عن قيامهم بالتعرض لها من قبل المستوطنين، وبالتالي ينشأ جيل مسيحي بعيدًا عن كنائسه".

ونوه الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، د. حنا عيسى، إلى "تعثر عملية السلام في المنطقة اثر سلبا على المسيحيين في فلسطين وذلك لانه شكل عقبة أمام تطور المجتمع الفلسطيني وخاصة في عدم وجود سلام مبني على العدالة".

وقال "من سُبل حل المشاكل التي يواجه المواطن المسيحي في فلسطين، هو التمسك والحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية في وجه كل الممارسات الهادفة الى تهجير المسيحيين أو تهميشهم، والأنصاف في المناهج التعيلمية وكل مكونات المجتمع نظرًا لما قدمه المسيحيون على الصعيد الوطني والثقافي والفكري والاقتصادي، والعمل على تعزيز تواجد المواطنيين الفلسطينيين المسيحيين باراضيهم وتدعيم صمودهم وبقائهم ماديًا ومعنويًا، وذلك لاننا ندرك تمامًا بان التنوع والتعددية أهم مقومات المجتمع الفلسطيني.

تابع "ومن السبل هو الحفاظ على الإرث المسيحي، من خلال تنظيم الزيارات الدورية للمقدسات المسيحية في البلاد، والعمل على توجيه دعوة لكافة الكنائس المسيحية بالبلاد العربية بتكثيف زيارتهم إلى المقدسات المسيحية في فلسطين، والعمل على دعم الدور الثقافي والصحفي والفكري للمسيحيين، خاصة وأنهم أول من بادر إلى تأسيس الصُحف والمطابع، وكان لهم دور تاريخي في بلورة الفكر القومي العربي".

وختم بالقول: "يعتبر المسيحيون جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، قدموا تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن فلسطين وأرضها وإحقاق حقوق شعبها الأبي، فخطت أسماءهم في قوائم الشهداء والأسرى، وكانوا وما زالوا يتبؤون المناصب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ليرفعوا فلسطين ويعلوا شأنها، والمسيحي كأي فلسطيني يعيش على أرض فلسطين مهد الديانات ومهبط الأنبياء، هدم منزله، وشرد ابناؤه، إضافة للكثير من المعيقات من بطالة وسوء للأحوال الاقتصادية، واعتداء على المقدسات ودور العبادة من كنائس وأديرة ورجال دين، ليسطر بصموده ورباطه قصة التحدي والاباء".