موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٦ فبراير / شباط ٢٠١٥
المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام يدين قتل الأقباط في ليبيا

عمّان – أبونا :

دان المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام في الاردن اليوم الاثنين، وبشدّة، عمليات القتل الوحشية التي اقدمت عليها عصابة داعش الارهابية، وأودت بحياة واحد وعشرين قبطيا مصريا يعملون في ليبيا.

وقال المركز في بيان وزع اليوم، بانّ هذه الجريمة، بل الجرائم، الجديدة، تمثل صرخة انسانية، قبل ان تكون عربية مسيحية، في وجه الظلم والطغيان، وتستحث كل اتباع الديانات الى تضافر الجهود، من أجل القضاء على الفكر التطرفي والالغائي للآخر الديني. والمركز اذ يعتبر هذه الجريمة الجديدة، جريمة ضد الانسانية، وتقوّض أسس العيش المشترك بين اتباع الديانات، ليرجو من الله العلي ان يرحم نفوس هؤلاء الشهداء، وان يغدق على أهاليهم وذويهم الصبر والعزاء وقوة الايمان.

وفي تعليق على حادثة القتل، قال رئيس المركز الاب رفعت بدر، بانّ الحرب على الافكار المتطرفة، هي جزء من حرب الاردن والتحالف الدولي، ضد تيارات العنف والتطرف والغلوّ والارهاب، معتبرا انّ الشهداء الذين سقطوا من الاخوة الاقباط العاملين في ليبيا لكسب رزقهم الحلال، هم شهداء للانسانية التي تئنّ وتتوجع من جراء ازدياد اعمال القتل والتنكيل والاستهتار بحياة الناس وتشويه كرامتهم الانسانية.

وقال الاب بدر انّ المركز الكاثوليكي ليقدم العزاء الى ذوي المغدورين، والى الكنيسة القبطية بشقيها الكاثوليكي والارثوذكسي، ممثلة بالبابا تواضروس الثاني والبطريرك الانبا اسحق ابراهيم، وسائر رؤساء وابناء الكنائس في مصر الشقيقة. وقال بان الدم الذي وحد الاردنيين والناس من كل مكان، اثر مقتل الشهيد معاذ الكساسبة، لقادر اليوم ذلك ان يوحد جميع الناس ذوي الارادة الصالحة، لا سيّما بعد جريمة قتل الاقباط الابرياء، وكذلك بعد قتل الاشخاص الثلاث في أميركا، لأنّ الانسانية تبدو اليوم أكثر من اي وقت مضى، ضحية هذا العنف الذي يضرب في الأرض سموما قاتلة، ويعيث في بلدان العالم فسادا.

وقدم المركز الكاثوليكي العزاء الى الشعب المصري مؤكدا على سياسة الانفتاح التي باتت تنمو أكثر من ذي قبل في هذا البلد العربي الشقيق، متمنيا النجاح لكل مسعى طيب في هذا الوجود للتصدي لدوامة العنف التي تستشري في المنطقة العربية، وتدخل العالم كله في انفاق مظللة ومظلمة ظالمة، ولكنّ الأمل حتما سيحقق نشر عقليات جديدة، تدين التطرّف والارهاب بكافة اشكالهما وألوانهما. وكذلك عبّر عن أمله في ان تكون هذه الدماء الجديدة البريئة للعرب المسيحيين، حافزا للعمل المشترك داخل الكنائس وفي العلاقات المتبادلة بين المسيحين والمسلمين للتعاضد على بناء المجتمعات الجديدة القادرة على النظر الى جميع المواطنين بعين المساواة الدستورية والمواطنة الحقيقية.

وفيما دعا المركز الكاثوليكي الى التضامن بين أتباع الديانات بما فيه الدفاع عن كرامة الانسان، وحقوقه الاساسية وأهمها حقه في الحياة وحقه في الحرية الدينية، ختم باقتباس من البابا فرنسيس في زيارته العام الماضي الى المسجد الاقصى المبارك، حين قال: "لنحترم ونحب بعضنا بعضا كأخوة وأخوات! لنتعلم أن نفهم ألم الآخر! ولا يستغلنّ أحد اسم الله تعالى لممارسة العنف! ولنعمل معا من أجل العدالة ومن أجل السلام"! (البابا فرنسيس في المسجد الاقصى، 26\5\2014).