موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٤ مايو / أيار ٢٠٢٠
المركز الكاثوليكي في الأردن يشارك بمبادرة الصلاة المشتركة من أجل شفاء العالم.. اليوم
يشارك المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن في مبادرة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، والتي دعت فيها القيادات الدينية وجموع الناس حول العالم، تخصيص يوم الخميس الموافق 14 أيار 2020 ليكون يومًا للصلاة والصيام والدعاء من أجل البشريّة لكي تتخلّص من الجائحة. وفي هذه المناسبة، يسرنا نشر مقال مدير المركز الكاثوليكي الأب د. رفعت بدر، المنشور صباح اليوم الخميس في جريدة الرأي الإلكترونية، تحت عنوان: "يوم الصلاة في العالم لكلّ الأديان".

الأب د. رفعت بدر :

 

أعلنت اللجنة العليا لمبادرة الأخوّة الانسانية تخصيص يوم الرابع عشر من هذا الشهر للصلاة والصوم والمبادرات الخيرية لدى مختلف الأديان. وقد بارك كل من قداسة البابا فرنسيس وسماحة شيخ الأزهر المبادرة، ودعيا إلى أن يكون اليوم مليئًا بالمبادرات النبيلة. ويهدف هذا اليوم الجامع للصلاة من أجل أن يصعد دعاء موحد من الأسرة البشرية، بأطيافها الدينية المتعدّدة، لكي يُبعد الرب شبح الجائحة الذي خيّم على الأرض.

 

تأتي المبادرة في أيام شهر رمضان المبارك، وحين يدعو البابا في الفاتيكان إلى يوم صوم في أيام شهر الصوم، فهو علامة احترام وتضامن كبيرين، بين المسلمين والمسيحيين في العالم. وتأتي المبادرة كذلك فيما بيوت العبادة، ما زالت مغلقة الأبواب في العديد من البلدان، أو أعادت فتح أبوابها في بلدان قليلة، مع العديد من المحاذير والتعليمات المتجاوبة مع شروط السلامة والصحة. لذلك ترفع الصلوات في هذا اليوم، ليس فقط من بيوت العبادة، بل من المنازل والبيوت، وقبل ذلك من القلوب الصادقة والنقيّة والتقيّة.

 

وتأتي المبادرة أيضًا في بدء مرحلة التخفيف العالمي عن الحظر على السكان في غالبية الدول، وهي المرحلة الثانية، أي حين يُدرك كل فرد في هذا العالم وكل أسرة أنهما مسؤولان عن وقاية أنفسهم ووقاية العائلات، بعدما أبلت الحكومات وقوى الجيش والأجهزة الأمنية بلاءً حسنًا في الأشهر الماضية، وحان الآن الوقت للخروج وبداية سير عجلة الحياة الطبيعية، ولكن بحذر شديد، ذلك أنّ الفيروس لم يجف من العالم، والدواء لم يتم تصنيعه بعد، فتبرز الحاجة إلى الصلاة المثلثة: من أجل شفاء المصابين، وحماية الأصحاء، ولكي يلهم الرب العلماء في مختبراتهم على الاسراع في إيجاد لقاح فعّال يقي من شرّ هذا الوباء والبلاء.

 

أخيرًا، إن هذا النداء للصلاة والصوم قد وجد آذانًا صاغية، لدى رؤساء الأديان في العالم، ومن المنتظر القيام بأنشطة جليلة، لكنه أيضًا مرتبط بالعمل الخيري والتطوعي، فالصلاة الصادقة والصوم الحقيقي، يقودان بشكل حتمي إلى عمل الخير، وبالأخص في هذه الأيام تجاه من هم أكثر فقرًا وحاجة معنويًا وماديًا. وما لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، بمجموعة الشباب المتطوّعين، إلا دلالة على التقدير الملكي لكل عمل خير مؤسساتي أو فردي يقوم به أبناء الوطن المتطوّعون لخدمة المحتاجين والفقراء.

 

وهنا أستذكر ما قاله الناشط الاجتماعي الأمريكي Frank Seller الذي توفي شقيقه أثناء تأدية الواجب في نيويورك في 11/9، فأسس جمعية وفاء لشقيقهTunnels of Towers ، وقال أمام الرئيس الأميركي قبل أيام: لقد تعلمت الإيمان في مدرسة الفرنسسكان، ولا أنسى ما قاله القديس فرنسيس، وأعتمده شعارًا لعملي كل يوم: "إخوتي وأخواتي ما دمنا على هذه الارض، وما دام لدينا متسع من الوقت، فلنعمل الخير للجميع!"

 

عاشت الأخوّة الانسانية !