موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٧ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
اللقطة الاكثر تأثيرًا في الأيام العالمية للشباب في بنما

عمّان - باسل شطارة :

خلال الايام العالمية للشبيبة التي يُحتفل بها في دولة باناما هذا العام، إنتشرت صورة أكثر من رائعة لشاب مقعد يحمله أصدقاؤه بكرسيه المتحرك عاليا، بكل ما اتوا من قوة وعزم وفرح، خلال استقبال قداسة البابا فرنسيس الذي يمر بسيارته محييا الجماهير المحتشدة في أول يوم له في باناما، ضمن إحتفال مهيب وآمال معلقة وتوقعات مأموله.

وعند مشاهدتي لتلك الصورة إهتز كياني بهذا المشهد الرائع... بهذه المحبة الكبيرة... بهذا الإخلاص، وإنكار الذات من قبل أصدقاء هذا الشاب المقعد، وأعادتني هذه الصورة وبشكل سريع إلى قصة الرجل المخلّع الواردة بالكتاب المقدس الذي حمله أربعة من أصدقائه أو عائلته ودلوه من سقف المنزل الذي كان يتواجد به السيد المسيح بينما كان يكرز في كفرناحوم، فما أعظم هذا التشابه بين هذه المشاهد.

بداية لنبدأ بالصورة المتداولة للشاب في دولة باناما، نرى إحتفالا وإستقبالا مهيبا لقداسة البابا، الالاف أو ربما ملايين من الناس والشباب يحييون البابا بأعلى أصواتهم وبتعدد لغاتهم وبطرق شتّى حيث كان في سيارته الخاصة، ضمن حراسة مشددة وبروتوكول واضح خلال هذ الزيارة الرسمية، وبين كل هذه المشاهد الصاخبة والسريعة والتي لا تتعدى الدقائق المعدودة، نرى مجموعة من الأصدقاء يحملون على أكتافهم صديقهم المقعد ليحيي هو أيضا قداسة البابا الذي لربما لن يراه بين هذه الحشود أو حتى ينتبه لوجوده، كان يمكن لهؤلاء الشباب أن يحييوا هم أيضا البابا، ويروه بطريقة أوضح، ويأخذوا له العديد من الصور التذكارية خلال هذه اللحظات الخاطفة، دون أن يتكبدوا عناء حملهم لصديقهم المقعد.

لكن الواقع كان متجليا بأبهى صوره، وتجلت الانسانية في هذا المشهد الذي يروي لنا عمق محبة هؤلاء الأصدقاء وولائهم لبعضهم البعض وانكارهم لذاتهم. وبعد كل هذا العناء نجح هؤلاء الشباب ليس فقط برفع صديقهم ليرى البابا بل أيضا قابله شخصيا وعن قرب في أحد أعظم المشاهد التي تذكرنا بالراعي الصالح الأمين على رعيته.

لن أطيل أكثر، لكن ما حصل مع الشاب المخلع في القصة المعروفة في الكتاب المقدس لم يكن مختلفا جدا، جمهور واقف كما يذكر الكتاب لم يكن هناك موضع لشخص واحد الكل أتى لينظروا ويسمعوا ما يقوله المسيح في ذلك المنزل في كفرناحوم . ولكن استطاع مجموعة من الأصدقاء بحمل صديقهم المخلع والحفر في سقف المنزل المصنوع من الطين وانزال المخلع ليلتقي بالمسيح، فيؤكد الكتاب المقدس أنه وعندما رأى يسوع ايمانهم، فقال للمخلع: يا بني مغفورة لك خطاياك. هذه هي عظمة الإيمان فقد حصل المخلع على الشفاء الروحي حيث غفر له المخلص خطاياه ومن ثم حصل على الشفاء الجسدي.

فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ.