موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم
نشر الإثنين، ٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
الكونغرس يقر مشروع قانون لمساعدة المسيحيين والأيزيدين في العراق وسوريا

وكالة الأنباء الكاثوليكية :

وافق مجلس النواب الاميركي، الثلاثاء 27 تشرين أول 2018، على القرار "إتش. آر. 390" الذي يحمل عنوان "قانون انقاذ العراق وسوريا من الإبادة الجماعية ومحاسبة مرتكبيها"، ويهدف إلى تقديم المساعدة لإعادة بناء المجتمعات المسيحية والأيزيدية في كل من العراق وسوريا. وبعد أن مرره مجلس الشيوخ أيضًا، فإن مشروع القانون سيذهب إلى الرئيس دونالد ترامب، الذي أشار إلى أنه مستعد للتوقيع عليه.

وسيقدّم "إتش. آر. 390" التمويل للكيانات، بما فيها التي تستند على الدين، أو التي تساعد في الجهود الإنسانية، وجهود الاستقرار وإعادة البناء في العراق وسورية للمجتمعات الدينية والإثنية في المنطقة. كما سيوجّه القرار إدارة الرئيس ترامب على تقييم ومعالجة نقاط الضعف الإنسانية، كما والاحتياجات والمحفزات التي قد تجبر الناجين منهم على الفرار من المنطقة، وكذلك تحديد علامات التحذير المحتملة للعنف ضد الأقليات الدينية أو العرقية في العراق وسورية. بالإضافة الى ذلك، فإن مشروع القرار سيدعم الكيانات في إجرائها للتحقيقات الجنائية ضد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في العراق، وسيعمل على تشجيع الحكومات الأجنبية على تقديم مساعدتها في تحديد هويات هذه العناصر من خلال قواعد المعلومات الأمنية التي لديها للمساعدة في إلقاء القبض عليهم وملاحقتهم.

من جهته، قال الرئيس الأعلى لمنظمة فرسان كولومبوس، كارل اندرسون، بأن تمرير مشروع القانون يدّل على أن مجلسا النواب والشيوخ يبينان بأن الاستجابة الأميركية على الإبادة الجماعية تتجاوز الحزبية، وأن هناك إرادة سياسية هائلة لحماية الأقليات الدينية في الشرق الاوسط والحفاظ عليها، بما في ذلك المسيحيون والأيزيديون. وأضاف: نشكر عضوة البرلمان كريس سميث، مؤلفة مشروع القرار، وعضوة البرلمان آنا إيشو، الداعمة الرئيسية لهذا القرار، على مشاركتهما وتعاونهما مع مؤسسة فرسان كولومبوس، حول مشروع القرار الهام.

أما المطران بشار وردة، رئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانية، فأشار إلى أنه منذ اجتياح تنظيم داعش للمنطقة، تم القضاء على السكان المسيحيين والأيزيديين. وأوضح أنه على الرغم من انتهاء التنظيم وتحرير المنطقة، إلا أن المسيحيين ما يزالوا يكافحون بسبب تبعات الصراع. وقال: إن كثيرًا من الناس لم يتمكنوا من إعادة إعمار بيوتهم، وأن انعدام فرص العمل قد دفعهم للمغادرة رغم تحسن الوضع الأمني إلى حد كبير. لذلك، ومن أجل توفير الأمن على المنظور الطويل لمسيحيي المنطقة، فيجب أن يكون هنالك تركيز على توفير فرصًا اقتصادية للشباب.

وأضاف المطران وردة: "أنا راعٍ، وعليّ أن أتحدث إلى شعبي وأخبرهم بأن الوضع آمن. ولهذا فإن توفير فرص عمل وتحقيق بعض المشاريع الاقتصادية الصغيرة للشباب سيساعدهم على البقاء والتطلع لمستقبل أفضل في المنطقة". وحول مغادرة العديد من المسيحيين إلى لبنان والأردن وتركيا، أوضح الأسقف الكلداني بأنه يودّ أن يكرس نشاطه للعمل على تشجيعهم للعودة إلى العراق، رغم إقراره بأن هذه المهمة ستكون صعبة للغاية.

وأوضح أن هنالك شيء آخر لضمان سلامة المجتمعات الدينية في المنظور البعيد، يتطلب تحوّلاً ثقافيًا. وقال: إن وفاة أو نزوح المسيحيين والأيزيديين تعتبر "أضرارًا جانبية" من قبل الحكومة. وقد أدت هذه العقلية إلى نشوء "غالبية الاضطهاد" التي واجهتها تلك الجماعات. وألقى الأسقف اللوم على المناهج المدرسية العامة المستخدمة في العراق، والتي لا تقدّم معلومات على الإطلاق حول المجتمعات الدينية في البلاد. وقال: "لا يوجد شيء عن المسيحيين"، موضحًا بأن غير المسلمين يوصفون على أنهم كفار، وأن لهم نظريات مؤامرة.

كما عبّر المطران بشار وردة عن سعادته، بشكل خاص، من إدراج الدعم للملاحقة الجنائية لأعضاء تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين ارتكبوا جرائم الإبادة الجماعية. وقال إن هذا سيضمن بأن "التاريخ لن يكتبه أشخاص كمثل داعش. ولأول مرة، سيكون لضحايا هذه الإبادة الجماعية القدرة على رواية قصتهم وتقديم التاريخ من قبلهم". فقدرة هذه المكونات على سماع قصصها ستكون وسيلة لضمان عدم حدوث مثل هذه الإبادة الجماعية والتهجير مرة جديدة.