موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٨ يوليو / تموز ٢٠١٨
الكنيسة المارونية في لبنان تحتفي بذخائر مارينا، أول قديسة لبنانية

الديمان – وكالات :

أشار البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي خلال ترأسه القداس الاحتفالي في الصرح البطريركي في الديمان لمناسبة استقبال ذخائر القديسة مارينا، أول قديسة لبنانية، إلى أننا "نستقبلها كعروس وهي تذكرنا بالعريس الحقيقي يسوع المسيح الذي انتظرته في حياتها".

وتحدث الراعي في عظته قائلاً: "إنّ مجيء القديسة مارينا هو لنا ولكلّ لبنان فرحة عرس. كما شاهدتم لحظة وصولها الى المطار مرورًا بكل لبنان وصولاً الى الديمان نستقبلها كعروس لكنها تذكّرنا بالعريس الحقيقي يسوع المسيح الذي انتظرته في حياتها بمصباحها المضاء بنور الإيمان والرجاء والمحبة، وبزيت الصبر والاحتمال والغفران والفداء وسائر الفضائل الروحية والأخلاقية والانسانية".

وتابع: "كلكم تعرفون سيرة حياتها المقدسة وهنا نطرح سؤالين: ماذا تعلّمنا القديسة مارينا بدخولها الدير لتترهّب؟ وماذا تعلمنا باحتمال قصاصٍ على جرمٍ هي بريئة منه؟ دخلت الدير لتترهب مع والدها بعد وفاة أمها، بهدفين: لخدمة والدها المتقدّم في السّن. وهذا ما فعلت. إنّها مثال الاعتناء بالوالدين في شيخوختهما، عملاً بالوصية الرابعة: أكرم أباك وأمّك. ولتكريس ذاتها لله، وعيش كمال الحياة المسيحية، على خطى المسيح، سعيًا إلى المحبة الكاملة. إنّها مثال المكرّسين والمكرّسات في الحياة الرهبانية، بإشعاع فضائلها وصمودها فيها. قبلت التّهمة بأنها أبو الطّفل المولود من زنى، أولاً، لكي تفتدي أباه الحقيقي الذي اعتدى على تلك الصّبيّة. إنّها بذلك تشبّهت بالمسيح الّذي حمل خطايا الجنس البشري، مات على الصّليب فداءً عن كلّ إنسان، وهو لم يرتكب خطيئة. وثانيًا، لكي تغطّي بحبّها للمسيح خطيئة غيرها: "المحبّة تستر جمًا من الخطايا" (1 بط 4: 8)".

وسأل غبطته: ماذا لو أرادت الدّفاع عن نفسها وأباحت بسرّها؟ لا نكشف أمر الشّخص المعتدي، ونال قصاصًا كبيرًا على جرمه. وهذا لم ترد أن يحصل فافتدته هي ببراءتها. ولربّما طُردت مارينا من الدّير، لأنّها امرأة؟ وفي كلتا الحالتين، لاندثرت قصّتها وأصبحت طيّ النّسيان. ولكن لأنّ مارينا تحمّلت الكذب والتّهمة، وحملت صليب الفداء، فقد تقدّست، وطار عرف قداستها إلى العالم كلّه، وارتفعت مثالاً في احتمال التّهمة الباطلة والكذب والظّلم. فتعلّمنا:إنّ الكذب سينكشف عاجلاً أم آجلاً؛ وأنّ الحقيقة لا تموت، بل سرعان ما تظهر وتفضح الكذب والاتّهام والظّلم".

وختم البطريرك الراعي عظته بالقول: "إنّنا إذ ننحني أمام جثمانها الطّاهر نلتمس من الله بشفاعتها، التّشبّه بفضائلها ولاسيّما احتمال التّهمة الكاذبة والظّلم، إكمالاً لعمل الفداء، ولكي تظهر الحقيقة والعدالة، ساعة يشاء الله، من أجل خيرٍ أكبر. ومعها ومع جميع الأبرار في السّماء نرفع نشيد المجد والتّسبيح للآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد آمين".