موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
الكنيسة الكاثوليكية تحيي اليوم العالمي للإرساليات تحت شعار: هاءنذا أرسلني

أبونا :

 

يحتفل اليوم الأحد الموافق 18 تشرين الأول 2020، باليوم العالمي للإرساليات، تحت شعار "هاءنذا أرسلني".

 

ويهدف هذا اليوم الذي يوحّد الكاثوليك في جميع أنحاء العالم، إلى الصلاة والاحتفال برسالة الكنيسة، ومشاركة محبة الله مع جميع الناس، بالإضافة إلى دعم الأعمال الرسوليّة البابويّة لكي تتمكن من مساعدة المُرسلين حول العالم، والتشجيع على الصلاة، والحثّ على الرسالة، فهذا جزء من دعوتنا  كمعمّدين.


 

في الفاتيكان

 

في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للإرساليات 2020، قال البابا فرنسيس: "في هذه السنة المطبوعة بالمعاناة والتحدّيات التي سبّبتها جائحة الكورونا، تستمرّ هذه المسيرة الرسوليّة للكنيسة بأسرها في ضوء الكلمة التي نجدها في رواية دعوة النبي أشعيا: هاءنذا فأرسلني". وشدّد على أنّ "الاستعداد الداخليّ هو مهمّ جدًا لكي نتمكّن من أن نجيب على الله: هاءنذا يا رب فأرسلني، ليس بطريقة مجرّدة، وإنما في واقع الكنيسة والتاريخ".

 

وتساءل: هل نحن على استعداد لأن نُرسَل إلى كلّ مكان لنشهد لإيماننا بالله الآب الرحيم، ولنعلن إنجيل خلاص يسوع المسيح، ونشارك في الحياة الإلهية للروح القدس في بناء الكنيسة؟ هل نحن مستعدّون لذلك سواء في درب الزواج، أو في البتوليّة المكرّسة، أو في الكهنوت، وفي الحياة اليوميّة العاديّة؟ ففي هذا السياق، لا يزال الله يبحث عمّن يرسل إلى العالم والأمم، لكي يشهد لمحبّته والخلاص من الخطيئة والموت والتحرّر من الشرّ".

 

وأكد على أنّ "الدعوة إلى الرسالة، والدعوة إلى الخروج من ذواتنا محبّةً بالله والقريب، تأتي كفرصة للمشاركة والخدمة؛ فالرسالة التي يوكلها الله إلى كلّ شخص منا تجعلنا ننتقل من الـ"أنا" الخائف والمنغلق على ذاته إلى الـ"أنا" الأصيل والمتجدد عبر هبة الذات"، مشددًا على أن "الرسالة هي جواب حرّ وواعٍ على دعوة الله. ونفهم هذه الدعوة فقط عندما نعيش علاقة حبّ شخصيّة مع يسوع الحيّ في كنيسته".


 

في الأرض المقدسة

 

كما وجّه مدير مكتب الأعمال البابويّة الرسوليّة في الأرض المقدسة الأب عبدو ميخائيل عبدو الكرملي، أيضًا رسالة جاء فيها: "’هاءنذا أرسلني‘ هو موضوع اليوم العالمي للرسالات لهذه السنة. عندما نقرأ هذه الكلمات من سفر النبي أشعيا (8/6) كأننا بها نجيب اليوم على صوت الله: "من أرسل ومن ينطلق؟". "هاءنذا أرسلني". وأضاف، إنّ الله بحاجة إليّ أنا الضعيف، كي أحمل البشرى وأنطلق. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي الرسالة التي نحملها في عالم اليوم؟".

 

تابع: "لم يخطر على بال أحد ما يمرّ به العالم من معاناة بسبب جائحة كورونا، وما نعاني منه من حجرٍ صحي وعدم إمكانيّة التنقل والتقليصات الماديّة والبطالة. في هذه الأوقات الصعبة يفتح هذا الجواب آفاقًا جديدة أمام البشارة وتحديات جديدة لنُكمل مسيرتنا في إعلان الكلمة المتجسّد وحقيقة قيامته. كما حاولنا التأقلم في مختلف أوجه الحياة، كذلك على صعيد الإيمان تدعونا هذه الأزمة إلى البحث عن الأمور الأساسيّة والجوهريّة. علّنا في عزلتنا نجد الله ونتمسّك به ونسمعه يقول لنا: "أنا معكم لا تخافوا".

 

وأوضح بأنّ "الاحتفال باليوم العالمي للرسالات يعني أيضًا التأكيد على أن الصلاة والتأمل والمساعدة المادية التي تقدمونها هي فرص للمشاركة بشكل فعّال في رسالة يسوع في كنيسته، قال قداسة البابا في رسالته لليوم العالمي للرسالات الرابع والتسعين، والذي يقع يوم الأحد 18/10/2020.

 

وخلص الأب عبدو ميخائيل عبدو الكرملي في رسالته إلى القول: "الشكر الجزيل لكلّ من يمدّ يد العون لتلبية حاجات الرسالات في العالم أجمع، ولتشفع لنا العذراء مريم لنتخطّى هذه الأزمة الصعبة وتعود الحياة إلى طبيعتها، فنكمل رسالة المسيح إلى العالم".


 

ما هي الأعمال الرسولية البابوية؟

 

يُشار إلى أنّ "الأعمال الرسولية البابوية" يعود تأسيسها إلى العام 1822، حيث تم إنشاء "عمل نشر الإيمان" في فرنسا بمبادرة من بولين جاريكو من أجل مساندة الرسالة في جميع القارات. وعام 1843 أسس المطران فوريين جانسون في فرنسا "الطفولة المرسلة" لتشجيع الرسالة لدى الأطفال ودعمها بالصلاة.

 

وعام 1916 أسس الأب باولو مانا في إيطاليا الإتحاد الرسولي للإكليروس، والذي أصبح عام 1956 الاتحاد البابوي الرسولي، بهدف حثّ الكهنة والرهبان والراهبات للانفتاح على الرسالة في العالم. وفي ذات العام أعلن البابا بيوس الثاني عشر الأعمال الرسولية أعمالاً بابويّة، فسهل تأسيسها في جميع البلدان، وأصبحت تدعى بـ"الأعمال الرسولية البابوية"، وهي متواجدة اليوم في 120 بلدًا حول العالم.