موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٨ سبتمبر / أيلول ٢٠١٨
الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تعلّق علاقاتها مع البطريركية القسطنطينية

موسكو - أبونا :

في بيان صادر عن السينودس المقدّس، أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عن تعليق العلاقات مع البطريركية القسطنطينية المسكونية، ردًا على قرار الأخيرة الاعتراف باستقلال الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا، واصفة بأنه "تدخل غير قانوني في منطقة كنسية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية".

وقال البيان: "مع أسف وحزن عميقين، علم المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الروسية عن البيان الذي أصدره المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية القسطنطينية بشأن تعيين اكسرخوسًا في كييف. وقد اتخذ هذا الإجراء من دون اتفاق مع رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وغبطة متروبوليت كييف وسائر أوكرانيا - الرئيس الكنسي الوحيد للكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا".

وأضاف بأن هذا الإجراء "يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الكنسي، وتدّخل كنسية محلية في أراضي تابعة لكنيسة ثانية. علاوة على ذلك، فإن إقدام بطريركية القسطنطينية بتعيين اكسرخوسًا هي مرحلة في تنفيذ خطة تهدف إلى منح استقلالية لأوكرانيا. وبحسب البيانات الصادرة عن البطريركية في القسطنطينية، فإن هذه الخطوة لا رجعة فيها، وسيتم تنفيذها".

وفي سرد مطوّل يتتبع الأحداث التاريخية، أصرّت بطريركية موسكو على أن الجماعتين الأرثوذكسيتين الأوكرانية والروسية قد تشكلتا كوحدة واحدة على مدار قرون عديدة، رغم العديد من المحن السياسية والتاريخية التي حطمّت في بعض الأحيان وحدة الكنيسة الروسية، مشيرة إلى أن "المحاولات لتبرير إدعاءات كرسي القسطنطينية لتجديد صلاحياته على متروبوليتية كييف، بزعمه أن الأخيرة لم يتم نقلها في الواقع إلى الولاية التابعة لبطريركية موسكو هي إدعاءات غير صحيحة وتتناقض تمامًا مع الحقائق التاريخية".

ورفض البيان إدعاء البطريركية القسطنطينية بسلطتها على الكنائس الأرثوذكسية الأخرى، متهمًا إياها بالتدخل مرارًا وتكرارًا في المجتمعات الأرثوذكسية في أوروبا الشرقية على حساب بطريركية موسكو. وكنتيجة لقرار القسطنطينية الأخير، ورفضها حل المسألة عن طريق الحوار، فقد لفت البيان إلى اضطرار الكنيسة الأرثوذكسية الروسية "إلى تعليق الاحتفالات الطقسية والليتورجية مع هرمية بطريركية القسطنطينية، وكذلك إلى قطع مشاركة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في المجالس الأسقفية والحوارات اللاهوتية واللجان المتعددة الأطراف مع ممثلي البطريركية المسكونية".

وخلص البيان إلى القول: "في حال استمرار بطريركية القسطنطينية القيام بأنشطتها غير القانونية في الأراضي التابعة للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، فعندها سنضطر إلى قطع الشركة الإفخارستية بالكامل مع بطريركية القسطنطينية"، واصفًا بأن "كل المسؤولية للعواقب المأساوية لهذا الانقسام ستقع شخصيًا على عاتق بطريرك القسطنطينية برثلماوس والسلطات التي تدعمه"، داعية جميع الكنائس الأرثوذكسية إلى إدراك مسؤوليتها المشتركة عن مصير العالم الأرثوذكسي، والبدء بحوار أخوي حول وضع الكنيسة في أوكرانيا".