موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٦ يوليو / تموز ٢٠١٩
الكنائس أكثر من مجرّد أماكن حج بالنسبة لمسيحيي الأرض المقدسة

واشنطن – أبونا وكالة الأنباء الكاثوليكية :

قال رؤساء كنائس محليون أن الكنائس والمزارات والأديرة في الشرق الأوسط عامة، والأرض المقدسة بشكل خاص، ليست مجرد وجهة للحج فحسب، بل هي أمكان للتعزيز الهوية والرجاء للمسيحيين المحليين الذين يعانون من تهديدات وجودية.

وخلال مشاركته في ندوة أقيمت على هامش التجمع العالميّ للحرية الدينية في واشنطن، الأسبوع الفائت، قال بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث: "سكن السيد المسيح في بيت لحم، وفي مصر، وفي الجليل، وبالطبع في القدس. ومن خلال روحه القدوسة، استمرّ في الحضور في هذه الأماكن العصور، وسيستمر حتى نهاية العالم. فهذه المواقع المقدسة هي أماكن تتحدث عن تاريخ الله مع الإنسان".

وألقى البطريرك ثيوفيلوس كلمته، بحضور كهنة وقادة مدنيين ودينيين، في ندوة حملت عنوان: "الأماكن المقدسة المسيحية، والأماكن المقدسة في الشرق الأوسط"، والتي أقيمت على هامش التجمع العالميّ لتعزيز الحرية الدينية الذي استضافته وزارة الخارجية الأميركية، مابين 15 و19 تموز، في العاصمة واشنطن.

ورعى هذه الندوة التي عقدت الخميس الفائت، التجمّع الدولي للقبر المقدس، وفريق العمل التابع لمعهد هدسون المعنيّ بالمسيحيين والتعددية الدينية في الشرق الأوسط. حيث ركز المتحدثون ليس فقط على أهمية مواقع الحج الروحية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، إنما أيضًا على أهميتها المحورية بالنسبة للمسيحين المحليين.

وحذّر البطريرك ثيوفيلوس الثالث من "استمرار الهجمات التي يشنها المتطرفون على الممتلكات الكنسية في القدس"، لافتًا إلى أن تلك الجماعات "تدرك جيدًا أن كلّ هجوم على مكان مقدّس يمثّل تهديدًا آخر على هويتنا المسيحية". وأشار إلى أن الأماكن المقدسة مهددّة على عدة جبهات، بما في ذلك التخريب، و"التخويف من قبل المستوطنين المتطرفين"، والسياسات العدائية من قبل المجلس التشريعي الإسرائيلي (الكنيست).

وقال: هذه السياسات ستسمح بفرض الضرائب البلدية على الممتلكات الكنسيّة في القدس، مثل المستشفيات والمدارس، والتي قد "تفلس" الكنائس من جرائها. ناهيك عن مشروع آخر من شأنه أن يسمح للدولة بمصادرة الأراضي التي تبيعها الكنائس لجمعيات خاصة، بحجّة حماية المستأجرين. وقد كانت هذه السياسات في قلب القرار الذي اتخذه قادة الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والأرمنية لإغلاق كنيسة القيامة بشكل مؤقت في شباط 2018.

وحول الإغلاق كنيسة القبر المقدس، قال البطريرك ثيوفيلوس: "كان هذا كافيًا، وقد حان الوقت لرسم الخط"، "كانت هناك قوى خارجة عن السيطرة تهدد حرمة وسلامة أماكننا المقدسة". وأضاف: "أنها لمأساة إبقاء حاج خارج الكنيسة"، لكنه لفت إلى أن تضامن الملايين حول العالم مع الكنائس في القدس كان أمرًا مشجعًا.

ولفت كذلك إلى الصلاة التي أقيمت في 11 تموز، وشارك بها بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، أمام باب الخليل بالقدس القديمة، بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية ضد الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية في صفقة أرض مثيرة للجدل تعود إلى عام 2005، تضمنت بيع الكنيسة لعقارات واقعة في الحي المسيحي لجمعية استيطانية.

وأشار البطريرك إلى أن نقل هذه العقارات قد توثر على الحي المسيحي داخل البلدة القديمة في القدس، وربما ستعمل على عرقلة وصول الحجاج إلى الأماكن المقدسة، داعيًا المسؤولين المحليين إلى "إبقاء طريق الحجاج مفتوحًا للجميع، كما والحفاظ على النسيج التاريخي والمتعدد الأعراق والثقافات والأديان في القدس".