موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٧ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
الكرسي الرسولي يشدد على مكافحة الفساد من خلال تعزيز الشفافية والنزاهة وبناء الثقة

فاتيكان نيوز :

 

شفافية، نزاهة وعلاقات مبنية على الثقة بين المؤسسات والمواطنين: هذه هي الوسائل الكفيلة بمكافحة ظاهرة الفساد التي يمكن أن تتسع، خصوصا في ظل الأزمة الصحية التي يعيشها العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد. هذا ما شددت عليه بعثة الكرسي الرسولي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، داعية الدول إلى حوكمة جيدة.

 

جاء النداء على لسان رئيس البعثة الدبلوماسية المونسينيور Janusz Urbańczyk في مداخلة ألقاها عبر منصة "زووم" الإلكترونية خلال مؤتمر فيديو نُظم في إطار الاستعدادات للمنتدى الاقتصادي والبيئي الثامن والعشرين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والذي سيجري حول موضوع "تعزيز الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي من خلال مكافحة الفساد عبر التحديث والشفافية والرقمنة".

 

أوضحت البعثة الدبلوماسية الفاتيكانية أنه نتيجةً لجائحة كوفيد 19 شهد العالم تبدلات اجتماعية واقتصادية وبيئية ملموسة، لافتة إلى أن هذه التبدلات تتطلب اهتماما أكبر في مكافحة الفساد على الصعيد الفردي والوطني والدولي. وأكدت البعثة أن آفة الفساد تمثل تهديداً كبيراً اليوم لأنها تولّد عدم الاستقرار وتشمل نواح كثيرة للبعد الاقتصادي والبشري.

 

أضافت بعثة الكرسي الرسولي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن الفساد هو من بين الجروح الأخطر التي يعاني منها النسيج الاجتماعي، إذ يولد أضراراً خطيرة، على الصعيدين الخلقي والاقتصادي. واعتبرت البعثة أن الفساد يوهم الناس بالربح السريع والسهل لكنه في الواقع يُلحق الضرر بالجميع، ويقضي على الثقة المتبادلة، وينال من الشفافية ويحمل على الشك في إمكانية الاعتماد على المنظومتين القضائية والاجتماعية.

 

هذا وتم التذكير بالنداء الذي أطلقه البابا فرنسيس في خطابه إلى موظفي ديوان المحاسبة في الثامن عشر من آذار مارس 2019، مؤكدا أن الفساد ينال من كرامة الكائن البشري، ويفتت كل المثل الجيدة والجميلة، مشددا على أن المجتمع مدعو اليوم إلى الالتزام بشكل ملموس في التصدي لسرطان الفساد بأشكاله المتنوعة.

 

ولفتت بعثة الكرسي الرسولي في هذا السياق إلى أن القيمين على الإدارات العامة مدعوون إلى ممارسة واجباتهم بشفافية ونزاهة، ساعين إلى تعزيز علاقة الثقة بين المواطنين والمؤسسات، مشيرة إلى أن انهيار هذه الثقة هو في الواقع دليل على الأزمات التي تعاني منها الأنظمة الديمقراطية.

 

وأوضحت البعثة الفاتيكانية أن حكومات الدول، وإزاء أزمة صحية لم يشهد العالم مثيلا لها في تاريخه المعاصر، جعلت من بين أولوياتها الاهتمام بصحة المواطنين والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، لكنها حذّرت في الوقت نفسه أنه في إطار الجهود الرامية إلى التصدي لفيروس كورونا المستجد يمكن أن ينمو الفساد، لذا من الأهمية بمكان أن تتنبه الحكومات لهذا الواقع.

 

في الختام أكدت بعثة الكرسي الرسولي أن الأزمة العالمية التي سببتها جائحة كوفيد 19 تشكل تحدياً كبيراً بالنسبة للجماعة الدولية برمتها، لكنها في الوقت نفسه تمثّل فرصة تدفعنا إلى تبني حلول جديدة وابتكارية من أجل التصدي لآفة الفساد. وتمنت ألا تُحدث هذه الحلول انقسامات وألا تُسيّس أو تُستخدم لصالح أطراف معينة، إذ لا بد أن تصب في صالح الخير العام والتنمية البشرية المتكاملة لجميع الأشخاص.