موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٦ مارس / آذار ٢٠٢٠
الكرسي الرسولي يشدد على ضرورة الدفاع عن الحرية الدينية وحرية الضمير
مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش

مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش

فاتيكان نيوز :

 

"لا توجد حقوق تطغى على أخرى". هذا ما شدد عليه مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش في سياق تعليقه على التقرير الأخير بشأن "الحرية الدينية وحرية المعتقد والمساواة الجندرية". واعتبر أن هذا النصّ لا يعكس الواقع الاجتماعي والثقافي للعديد من الشعوب، خصوصًا عندما يتعلّق الأمر بالتمييز على أساس المعتقد.

 

واعتبر أن بعض ما جاء في نص التقرير "غير مقبول ومسيء"، والذي كان قد قُدم في 2 آذار الحالي في جنيف خلال أعمال الدورة الثالثة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وعبّر عن قلقه البالغ حيال ما ورد في النص والذي أكد أن الحرية الدينية وحرية المعتقد وحرية الضمير تأتي في المرتبة الثانية بعد حقوق إنسانية أخرى، خصوصًا تلك التي تعبر عن ضرب من الاستعمار الأيديولوجي من قبل بعض الدول وبعض المنظمات الدولية. ورأى أن هذه الوثيقة تشكل –في بعض أجزائها– تهجمًا على الحرية الدينية وحرية الضمير.

 

ولفت المطران يوركوفيتش إلى أن التقرير يركز على ما يبدو على تعزيز نظرة للمجتمع البشري لا يتقاسمها الجميع ولا تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي والديني للعديد من الشعوب، كما لا يعبّر عن ضرورة حماية الرجال والنساء الذين يتعرضون للاضطهاد والتمييز على اختلاف انتماءاتهم الدينية. واعتبر أن هذا التقرير يبدو أنه صدر من "سخرية القدر" بعد أن وقّع البابا فرنسيس وإمام الأزهر، أحمد الطيب، على وثيقة "الأخوة الإنسانية والتعايش المشترك" في أبو ظبي في 4 شباط 2019، مذكرًا بأن الوثيقة المذكورة حثّت القادة الدينيين على العمل من أجل نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب. وأكد أنه على الرغم من ذلك لم يتضمن التقرير الأممي أي إشارة إلى الجهود التي يبذلها القادة الدينيون من أجل وضع حد لإراقة الدماء البشرية وإنهاء الحروب والصراعات.

 

وذكّر الدبلوماسي الفاتيكاني بأن الكرسي الرسولي ينظر إلى الجندر على أساس الهوية البيولوجية للذكر والأنثى. وتوقف في هذا السياق عند خطاب البابا فرنسيس إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي في 7 كانون الثاني 2019 عندما تحدث عن وجود ميل متنام داخل المنظمات الدولية من قبل مجموعات تسعى إلى فرض وجهة نظرها وأفكارها، مطلقةً بذلك أشكالا جديدة من الاستعمار الأيديولوجي غالباً ما تحتقر هوية الشعوب وكرامتها ومشاعرها.

 

وختم مراقب الكرسي الرسولي مداخلته معربًا عن استيائه حيال محاولة تقرير صدر عن منظمة الأمم المتحدة التي ينبغي أن تدافع عن الحق الأساسي والكوني في الحرية الدينية وحرية المعتقد والضمير أن يتعرّض إلى واقع دُعي إلى حمايته.