موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٢ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
الكرسي الرسولي: يجب حماية حقوق المسنين حتى في زمن الوباء
جيل ثمين، ومورد عرّضه الوباء للخطر بشكل كبير: علينا أن نحمي حقوق المسنين ونرسم لها خطّة أكيدة

فاتيكان نيوز :

 

إنَّ حقوق الإنسان لا عمر لها، وبالتالي علينا أن نحمي صحة المسنين كصحّة الجميع، لا سيما في زمن وباء فيروس الكورونا: هذا، باختصار، النداء الذي أطلقه مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، المطران إيفان يوركوفيتش، في مداخلته في سياق الدورة الخامسة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان.

 

في المقام الأول، سلط المطران إيفان يوركوفيتش الضوء على الحاجة إلى الحصول على بيانات مؤكدة وكاملة عن واقع المسنين: فالإحصاءات، في الواقع، غير كاملة وعامة وتميل إلى تقديمهم كمجموعة متجانسة، فيما أن الواقع مختلف تمامًا. إنَّ هذا المنظور المحدود لا يسمح بتقييم دقيق لاحتياجاتهم ولا "بتقدير كافٍ للمساهمة القيمة التي يقدمونها للمجتمع. ومن هنا جاءت دعوة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة إلى الحاجة إلى بيانات عالية الجودة وفوريّة ويمكن الوثوق بها، لكي يتم تحديد وسدّ الثغرات في حماية حقوق الإنسان لهذه الشريحة من السكان. وأكد المطران إيفان يوركوفيتش أن البيانات هي ذات أهمية حيوية لأنها، وكما أظهر الوباء، تمثل أداة لا غنى عنها لرصد حالة الطوارئ الصحية وتقديم استجابات محددة.

 

ثم ذهب فكر مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة إلى "الجزية الحزينة" التي طلبها فيروس الكورونا من المسنّنين في المستشفيات في دور الرعاية والمنشآت السكنية حول العالم. وأضاف المطران يوركوفيتش يقول مع الأخذ بعين الاعتبار لهذا الوضع الرهيب من الضروري أن نبلغ بدقة عن الإصابات بفيروس الكورونا والوفيات التي تحدث في هذه الحالة، من أجل تحسين المراقبة داخل هذه المراكز. وفيما يتعلق بالحصول على الرعاية الطبية، قال ممثل الكرسي الرسولي إنه يشعر بالقلق من واقع أن القرارات المتعلقة بتخصيص الموارد الطبية، بما في ذلك أجهزة التنفس الصناعي، قد تكون أو قد اتُخِذَت على أساس سن المرضى. لهذا السبب، من الأهمية بمكان أن تقود هذه البروتوكولات الصحية تقييمات علاجيّة متعمقة والتزام واضح بحماية حقوق وكرامة كل شخص.

 

أضاف مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف خلال الأشهر الأخيرة، دفع جيل كامل من المسنين الكثير من الأموال مقابل عواقب الوباء، على الرغم من أن هذا الجيل يشكل أثمن مورد للعائلة البشرية من حيث التاريخ والخبرة والتعليم الذي لا يُقدَّر بثمن. وأكّد المطران إيفان يوركوفيتش في هذا السياق أنَّه ينبغي حماية المسنين، جذور وذاكرة شعب ما؛ ويجب الحفاظ على حقوقهم وكرامتهم. وختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، في مداخلته في سياق الدورة الخامسة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان بالقول إنه ولتحقيق هذا الهدف النبيل والضروري، هناك حاجة إلى بيانات كاملة وموثوقة وذات مغزى، وذلك لإزالة العقبات الحالية وتقييم فعالية التدابير القائمة.