موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
الكاردينال ماركس: الإقصاء ليس لغة الكنيسة، والنقاشات ما تزال مفتوحة

جاكوبو سكاراموتسي - خاص أبونا :

الإقصاء ليست لغة الكنيسة!، بهذه الكلمات أعطى الكاردينال راينهارد ماركس، رئيس أساقفة ميونيخ، ورئيس مجلس الأساقفة في ألمانيا وعضو مجلس الكرادلة التسعة، لمحة عامة عن نقاشات السينودس قبل يوم واحد من تصويت آباء السينودس على الوثيقة النهائية، بعد ظهر الغد. في المؤتمر الصحفي اليومي في الفاتيكان، قال ومعه رئيس مجلس الأساقفة في فرنسا، المونسنيور جورج بونتييه، أن النقاش سيستمر إلى ما بعد يوم الأحد، وهو اليوم الأخير من السينودس الاستثنائي، حتى انعقاد نسخته العادية في اكتوبر عام 2015، حيث سينطبق عليه أيضاً ذات مبدأ الانفتاح وحرية التعبير في الرأي.

وقال الكاردينال الألماني: "الإقصاء ليس لغة الكنيسة". لا نستطيع أن نقول للكاثوليك الذين يعيشون في ظروف عائلية غير شرعية، وبعبارة أخرى، الحالات التي لا تلبي المُثل التي تعلمها الكنيسة الكاثوليكية، "أنتم مسيحيون من الدرجة الثانية". فعلى الرغم من أن السينودس لم يتبنّ اعتماد مصطلح "التدرج"، لأن ذلك يتطلب مزيداً من الدراسة اللاهوتية، فإن الأمر المهم هو أخذ حالات الناس على محمل الجدّ. علينا أن نعترف جميعنا بأن الطيبة الإنجيلية في بعض الحالات حتى عندما لا يوجد سر مقدس في العلاقة".

عندما يتعلق الأمر بالمثلية الجنسية، "لا نستطيع أن نقول لشخص ما: أنت مثليّ، لا يمكنك العيش وفق الإنجيل. لا يمكن التفكير بهذا الأمر". كل شخص يحتاج إلى "مرافقة روحية"، فإذا، على سبيل المثال، "كان هنالك علاقة بين شخصين مثليين وقد كانا مخلصين لبعضهما البعض لمدة ثلاثين عاماً، لا أستطيع أن أسمي هذا الأمر لا شيء". فعلى الرغم من أن هذا ليس "كله على ما يرام"، وأن النظرة الكنسية الكاثوليكية للزواج المقدس يكون بين رجل وامرأة، كنوع مثالي للاتحاد، "لا نستطيع أن نرى جميع الأشياء باللونين الأسود والأبيض، من ناحية كل شيء أو لا شيء، ومن هنا يأتي الاهتمام الراعوي".

وقال المونسنيور بونتييه لا يمكن للسينودس أن "يأخذ خطوة إلى الوراء" خلال الفترة الزمنية مابين نشر التقرير ما بعد المناقشة، يوم الاثنين، وتقارير مجموعات العمل المختلف التي نشرت بالأمس. فبدلاً من ذلك، فقد وجدت "توازناً" بين أولئك الذين يشعرون بالقلق إزاء حالة معينة كونه "يتماشى مع تعاليم الكنيسة"، وبين أولئك الذين يقدمون مزيداً من التركيز على "الأشخاص كافراد". "لم يكن هنالك تغيرات كبيرة خلال مرحلتي المناقشة، فيما يتعلق بوضع المثليين داخل الكنيسة". "وفي معرض حديثه عن المثلية الجنسية باعتبارها حالة، وليس عن الأشخاص المثليين، فقد أكدت بعض "حلقات النقاش المصغرة" Circoli Minori عن قلقها بأن عدم الرضوخ لمثل هذه القضايا قد يثير ردود فعل سلبية في الثقافة التي يجري تناولها".

ورداً على سؤال حول رأي البابا السماح للمطلقين التقرب للمناولة، فقد بدأ ماركس بنكته: "الأب لومبادري هو المتحدث باسم البابا، وليس أنا". وقال، مع الأب لومباردي الذي يجلس على جانبه الأيمن. ثم أكد الكاردينال أن موقف الانفتاح الذي أبداه الكاردينال كاسبر قد تم مشاركته من قبل "أغلبية" الأساقفة الألمان الذين بدأوا بمناقشة هذه المواضيع منذ فترة طويلة قبل أن يعلن كاسبر موقفه المعروف، وحتى قبل انتخاب البابا فرنسيس. "هذه مسألة مهمة في ألمانيا؛ أنه يؤثر على العديد من الأشخاص وعائلاتهم، وعدد كبير من الكاثوليك الممارسين في ألمانيا يسألون أنفسهم هذا السؤال". وأشار ماركس أن الأساقفة الألمان ليسوا الوحيدين الذين يتخذون هذا الموقف، كاشفاً أن الآراء حول هذا الموضوع متنوعة. وقال "البابا لم يدع إلى عقد مجمعين من أجل تكرار ما كان يقال فعلاً"، ولكن لإعطاء "دفعة جديدة لعناية راعوية تجاه الأسرة". وبحسب ماركس فإن "السلطة التعليمية في الكنيسة واضحة لا تتغير؛ فهي ليست مجموعة ثابتة من العبارات". وقد ذكّر الكاردينال الألماني قصة كان رئيس أساقفة ميلانو، الكاردينال أنجيلو سكولا، قد رواها خلال مناقشات السينودس، حول حقيقة أنه لم يعد قادراً على النوم بعد تذكره لملاحظات البابا يوحنا الثالث والعشرين حول مسامحة الخطأة والعلاقة بين العقيدة والعناية الراعوية. كان هذا عندما كان بطريركاً للبندقية. "إن قرار يوحنا الثالث والعشرين لعقد اجتماع للمجلس الراعوي كان قراراً عقائدياً. عقيدة يتم التشبث بها لكنها قادرة على أن تتطور".

وذهب الكاردينال ماركس إلى التحدث حول وثيقة السينودس النهائية، التي ستنشر في بداية الأسبوع المقبل، لكن سيتم التصويت عليها بعد ظهر غد، بعد أن أعلن الكاردينال جيانفرانكو رافاسي في رسالة منفصلة للسينودس هذا الصباح. وقال الكاردينال بونتييه "سأكون مندهشاً إذا لم نتوصل إلى توافق حول وثيقة السينودس النهائية"، معترفاً إمكانية حدوث اختلافات في الرأي حول إدخال تعديلات جزئية على الفقرات. وقال الكاردينال ماركس كانت النقاشات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية "مكثفة". وكانت هذه الأيام مليئة "بالإثارة"، "توقعات واختلافات". وقد تشارك "جميع آباء السينودس؛ الأوروبيين، الأمريكيين والأفارقة في النقاشات". وعلى الرغم من ذلك "كان هنالك رغبة في إيجاد طريق مشترك"، والتي ستنعكس في الوثيقة النهائية. ومع ذلك، كانت القضايا بحاجة إلى "مزيد من التطوير"، "وآمل بان النقاشات التي ستحدث في الرعايا والأبرشيات العام المقبل ستكون حرة مقل تلك التي عقدت خلال هذا السينودس. حتى لو كنا لا نتفق دائماً مع بعضنا البعض، فمن المهم للناس أن تتحدث وتستمع".

من ثم أجاب المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيديريكو لومبادري، حول مجموعة من المعلومات كانت صحيفة الفاتيكان الـ"أوسيرفاتوي رومانو" قد نشرتها، في حين لم يعمل المكتب الصحفي كذلك.

يعتبر هذا القرار في نشر ملخصات تقارير المجموعات المصغرة التي حدثت بالأمس، بعد خلاف خلال اجتماعات السينودس. "عندما بدأنا بالاجتماع، كنت قد أشرت إلى أن السينودس ما يزال منخرطاً في المناقشة، وقد تم نشر التقارير الصادرة عن مختلف المجموعات. كما أنني لست مضطراً لأعطيك أية تفاصيل عمّن تحدث خلال النقاش، كيف ومتى. لم يظهر السينودس أي تحفظ في قرار نشرها".