موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٤ أغسطس / آب ٢٠١٩
الكاردينال فيلوني: رأيت الإيمان وليس الكراهية في عيون المضطهدين

وكالة فيدس :

أكد الكاردينال فرناندو فيلوني، عميد مجمع تبشير الشعوب، خلال عظة قداس احتفل به السبت بكاتدرائية القديس اسطفانوس، في كونكورديا ساجيتاريا، أن تاريخ الكنيسة في العالم معروف حتى اليوم بـالشهداء والاضطهاد والكراهية الحقيقية، حتى في البلدان ذات التقاليد المسيحية القديمة.

وأوضح بأن الاضطهاد والكراهية أصبحت اليوم "في أماكن مرئية، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث غالبًا ما يثير عدم الكشف عن الهوية أسوأ أشكال الروح الإنسانية". وأمام كل هذا، لفت فيلوني إلى أن العلامات المميزة لأولئك الذين يعانون كونهم يحملون اسم المسيح؛ وهي المغفرة والفرح، وليس الكراهية أو الاتهام.

وشدّد الكاردينال فيلوني على أن القديس اسطفانوس كان شهيدًا للمسيح أمام الفريسيين والكتبة في القدس، الذين بعد أن كرهوا المسيح وصلبوه. وكما أن المسيح مات طالبًا الغفران لصالبيه، كذلك استشهد اسطفانوس مسامحًا أولئك الذين أدانوه ورجموه".

وذكّر أن قوة الاعتراف باسم المسيح أمام المضطهدين لا تعبّر فقط عن بطولة بشرية، ولكن كتعبير انجذاب نحو المسيح. واستعان الكاردينال بعبارة "وجهه كان مثل وجه الملاك"، من أعمال الرسل، لوصف هذه العلاقة، والتي تتجلى إلى حد المشاركة في النعمة ذاتها، أي في تقليد المسيح في معجزة الغفران لمضطهديه.

وتمكّن الكاردينال فيلوني من سرد تجاربه الشخصية في أحداث الاضطهاد التي عاشها المسيحيون. وقال: "يمكنني أن أشهد لكم، بصفتي عميد مجمع تبشير الشعوب، على معاناة العديد من المسيحيين، ولكن ليس كراهية الكثير منهم. أفكر هنا، على سبيل المثال، في وجه آلاف الأشخاص، المسيحيين والأيزيديين الذين طردوا في تموز وآب 2014 من قبل ما يسمى إرهابيي داعش، الذين استولوا أولاً على الموصل ثم سهل نينوى. ففي تلك الوجوه كانت هناك آلام ومأساة. أولئك فقدوا كل شيء، ولكن "ليس الإيمان، ولا كرامتهم الإنسانية. فقد قال لي بصراحة مسيحي في قرية القوش: "لم أعد أملك شيئًا، ولكني احتفظ بإيماني".

وأشار الكاردينال فرناندو فيلوني أيضًا إلى اللقاءات الأخيرة في سريلانكا مع الناجين من الهجمات ضد الكنائس في ذلك البلد، "حيث قتل المئات من المسيحيين وغيرهم على أيدي إرهابيين، صباح عيد الفصح أثناء حضورهم القداس احتفالي. وفي أعين الناجين والأقارب الذين عرضوا عليّ صورًا لأحبائهم على الهواتف المحمولة الشخصية، كانت هناك معاناة لا توصف، وحزن، وعاطفة عميقة، ولكن ليس كراهية.