موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٢
الكاردينال عمانوئيل الثالث رجل السلام في فوضى العراق

باريس - أ ف ب :

استقال الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي، بطريرك الكنيسة الكلدانية ورجل السلام والبساطة المطلقة، من منصبه لبلوغه السن القانونية، في وقت لا يزال بلده العراق غارقاً في الفوضى والمعاناة. وبلغ الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي وهو أيضاً بطريرك بابل، ال85 من العمر وهو يترأس هذه الكنيسة منذ العام 2003.

وكان الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي الذي ولد في الموصل عام 1927، قد سيم كاهناً في العام 1952 ورقي إلى رتبة أسقف مساعد لبطريرك بابل عام 1962، وقد منحه البابا بندكتس السادس عشر رتبة الكاردينالية عام 2007.

وأراد البابا بندكتس السادس عشر الذي عينه أن يعطي دلالة على "التقارب الروحي" و"التعاطف" مع مسيحيي العراق من خلال تعيينه. ويبلغ عدد أتباع هذه الكنيسة حوالى ثلاثة ملايين نسمة في العالم ولم يبق منهم سوى حوالى 400 ألف نسمة في العراق، حتى أن عددهم يتناقص بسبب الهجرة المستمرة من بلاده يحكمها العنف منذ نحو تسع سنوات.

وقد جاء تعيين دلي كاردينالاً عندما كانت الكنيسة الكلدانية العراقية التي تعد طقوسها من الأقدم في تاريخ المسيحيين، تعاني من نزف بشري حاد بفعل العنف الذي لم يوفرها منذ الاجتياح الأميركي في 2003. وما زالت كذلك.

وسينتخب خلف عمانوئيل الثالث دلي خلال مؤتمر لأساقفة الكنيسة الكلدانية الذي سيعقد في 28 كانون الثاني بدعوة من البابا بندكتس السادس عشر. والمطران دلي الرجل الخجول الذي يعاني حالياً من مشاكل صحية، قضى حياته في مساندة الجماعة المسيحية في العراق.

وقد انتخب دلي بطريركاً للكلدان في روما وليس في بغداد في كانون الأول 2003 بعد أشهر من الاجتياح الأميركي للعراق الذي أدانته الكنيسة الكاثوليكية. وحاول العمل على مصالحة العراقيين ووضع حد للصراعات الطائفية، وخصوصاً حماية أبناء كنيسته الذين كانوا ولا يزالون يشكلون أهدافاً للعنف.

ومن مقره الصغير في حي المنصور في بغداد، حاول البطريرك دلي طرق كل الأبواب الممكنة لإيجاد حل لمشكلة اللاجئين المسيحيين (عددهم ما بين 200 ألف و300 ألف). ونادرة هي الدول الغربية التي وافقت على فتح أبوابها لهم.

ودافع دلي عن السلام في العراق حيثما حل، لاسيما في فرنسا حيث استقبله الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في 2005، وفي روما والولايات المتحدة.

ولد البطريرك دلي في شمال العراق عام 1927 واسمه الحقيقي كريم دلي، إلا انه اتخذ اسم عمانوئيل منذ طفولته ودخل إلى إكليريكية الرهبان الدومينيكان في الموصل. ودلي المعروف بتقواه ومثابرته وميله للعلم، سيم كاهناً في كانون الأول 1952، وحصل في روما على شهادة دكتوراه في اللاهوت.

وإذ عين أسقفاً العام 1962 عندما كان في الرابعة والثلاثين، بقي دلي إلى جانب رعيته عبر المراحل الدامية التي عصفت بالعراق مع انهيار الأنظمة وتشكيل أنظمة جديدة، وصولاً إلى حروب الخليج. ونجا دلي صاحب اللحية البيضاء والنظارات الدائمة، مرات عدة من عمليات القصف عندما كان نائباً لسلفه البطريرك رافائيل بيداويد.