موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩
الكاردينال ساندري يحذر من مغبة أن يفرغ الشرق الأوسط من مسيحييه

الفاتيكان نيوز :

لمناسبة صدور التقرير السنوي لهيئة مساعدة الكنيسة المتألمة يوم الخميس الفائت بشأن أوضاع المسيحيين المضطهدين حول العالم أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الذي سلط الضوء على أوضاع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط والتزام الكنيسة الكاثوليكية في مساعدتهم على البقاء في بلادهم.

قال نيافته إن المسيحيين ما يزالون يعانون في مناطق الشرق الأوسط لاسيما في سورية والعراق، مشيرا إلى أن بعض المسيحيين عادوا إلى ديارهم التي هُجروا منها لكن على الرغم من ذلك ما يزال القلق كبيراً إزاء استمرار ظاهرة هجرة المكوّن المسيحي. وتحدّث الكاردينال ساندري عن الخوف من أن يفرغ الشرق الأوسط من مسيحييه إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه اليوم، مذكراً بأن البابا فرنسيس عبّر عن قلقه بهذا الشأن في أكثر من مناسبة. وقال نيافته إنه يأمل بأن تنعم تلك المناطق بالأمن والسلام والاستقرار بعد الهزيمة التي مُني بها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية.

واعتبر الكاردينال ساندري أن المسيحيين في الشرق الأوسط ما يزالون يعانون من مختلف أنواع الاضطهادات، لأنهم في غالب الأحيان يفتقرون إلى المقومات الرئيسة التي تجعل منهم مواطنين فاعلين في دولهم، يتمتعون بكامل حقوقهم، وتترتب عليهم واجبات وطنية كسائر مواطنيهم. وذكّر بأن هذا الوضع الصعب ما يزال يحمل العديد من المواطنين المسيحيين على الهجرة بحثاً عن الأمن وفرص العمل.

هذا ثم رأى المسؤول الفاتيكاني أن الدفاع عن المسيحيين في المنطقة يعني الدفاع عن الشرق الأوسط بكامله مشدداً على أهمية الحفاظ على الاستقرار والتوازن في تلك المجتمعات. وقال بهذا الصدد إن النسبة الأكبر من سكان دول الشرق الأوسط هي من المسلمين، لكن الحضور المسيحي حمل دوما التوازن إلى تلك المجتمعات، مذكراً بأن الكنيسة تبحث دوماً عن تمجيد الله، وهي تعبّر عن حياتها ورسالتها من خلال خدمتها للأخوة، وهذه الميزة المسيحية تبدو جلية في الدول ذي الغالبية المسلمة، ما يولّد نوعاً من التوازن الاجتماعي في تلك البيئات.

في رد على سؤال بشأن مخاوف المسيحيين في الشرق الأوسط من التعرض لهجمات أو موجات جديدة من الاضطهادات، قال رئيس مجمع الكنائس الشرقية إن المسيحيين باشروا بالعودة إلى ديارهم في بعض المناطق، مشيرا على سبيل المثال إلى مسيرة عودة المسيحيين إلى قرقوش في كردستان العراق، وثمة بعض المؤشرات الإيجابية في مدينة الموصل، لكن هذه التحركات المشجعة ما تزال محدودة.

بعدها ذكّر الكاردينال ليوناردو ساندري بأن رعاة الكنيسة في الشرق عبروا عن أهمية أن تولي الجماعة الدولية اهتماماً خاصا بالمسيحيين في بلدان الشرق الأوسط، وهذا النداء تناوله أيضا البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة. وقال نيافته في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني إن المسيحيين ليسوا مواطنين من الفئة الثانية ولا ينبغي التعامل معهم برحمة أو بتسامح، لافتا إلى أن هؤلاء يريدون أن يكونوا كاملي المواطنة. وعلى الرغم من قلة عددهم في تلك الدول غير أنهم يحبون أوطانهم، ويساهمون في رخاء مجتمعاتهم ورقيّها اجتماعياً. وأضاف أن هذا الواقع نراه في العديد من دول الشرق الأوسط بفضل عمل المرسلين، والرهبان والراهبات والعلمانيين، هذا فضلا عن التزام الجماعة الدولية في العالم لصالح مساعدة تلك الكنائس.

لا بد من الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس وفي الخطاب الذي ألقاه أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لتبادل التهاني بمناسبة حلول العام الجديد، في السابع من يناير الماضي، تطرق إلى الأوضاع التي يعاني منها المسيحيون في الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة أن ينعم المسيحيون بمستقبل في المنطقة، وحثّ السلطات على ضمان أمن وسلامة المسيحيين كي يستمر هؤلاء في العيش بأوطانهم ليكونوا فيها مواطنين بكل معنى الكلمة. ولم تخل كلمة البابا آنذاك من الإشارة إلى التعايش السلمي القائم بين المسلمين والمسيحيين في مختلف مناطق الشرق الأوسط.