موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٤ ابريل / نيسان ٢٠١٩
الكاردينال رانجيث: لتحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين، فهم أسوأ من الحيوانات

بقلم: سلفاتوري شيرنوتسيو ، ترجمة: منير بيوك :

<p dir="RTL">&quot;يجب معاقبتهم بلا شفقة، لأن الحيوانات فقط يمكن أن تتصرف بهذا الشكل&quot;. عند رؤيته للدماء، بما في ذلك أطرافًا مقطعة في جميع أنحاء كنائس سريلانكا بعد القنابل التي انفجرت يوم الأحد في ثلاث كنائس، استخدم الكاردينال مالكوم رانجيث كلمات قاسية للغاية ضد المهاجمين. تحدث رئيس أساقفة كولومبو إلى موقع &quot;الفاتيكان إنسايدر&quot; عبر الهاتف قائلا: &quot;لقد كان رد فعل عاطفي. إنه لأمر فظيع أن نرى كل هؤلاء القتلى، ذلك الدم، وذلك الدمار. تركت روحي تتكلم&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>هل تتراجع عن كلامك؟</strong></p><p dir="RTL">لا. أو بالأحرى لقد قلت إنهم حيوانات، ولا أريد أن أهين الحيوانات: فهؤلاء الناس أسوأ من الحيوانات.</p><p dir="RTL"><strong>لقد ناشدت الحكومة السريلانكية إجراء تحقيق صارم ونزية</strong></p><p dir="RTL">نعم، لأننا ككنيسة نريد أن نضمن تطبيق القانون بحرفيته وبكل ما يحمل من قسوة. إنه عمل من من أعمال العدالة.</p><p dir="RTL"><strong>ينص قانون سريلانكا على تطبيق عقوبة الإعدام. برأيك هل سيكون هذا حلاً عادلاً لأولئك الذين قتلوا أكثر من ثلاث مئة شخص بريء؟</strong></p><p dir="RTL">هذا صحيح. إن عقوبة الإعدام قانونية في بلدنا لكن لم يتم تطبقها لأكثر من خمس وأربعين عامًا. يقضي السجناء المحكوم عليهم بالإعدام عقوبة السجن مدى الحياة. علاوة على ذلك، وبناءً على تعاليم الكنيسة وما أحدثه البابا فرنسيس، فإننا نعتبر عقوبة الإعدام غير مقبولة. ومع ذلك، فإن ما نطلبه هو عقوبة مساوية للجريمة. يجب أن يكون الأمر كذلك، إنه لأمر عادل.</p><p dir="RTL"><strong>ماذا تقصد بعبارة ظروف ملموسة؟</strong></p><p dir="RTL">أقصد السجن مدى الحياة. عزل هؤلاء الناس الذين يمارسون الكراهية لدرجة قتل الكثير من الناس. أكثر من ثلاثمئة وعشرين... هل تصدق ذلك؟ لا يوجد مبرر للقيام بمثل هذا التصرف.</p><p dir="RTL"><strong>يبدو أن الدولة الإسلامية في العراق والشام (</strong><strong>داعش</strong><strong>) قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات.</strong></p><p dir="RTL">لم يسفر التحقيق حتى الآن عن أية نتائج. عند الانتهاء من ذلك، سنعرف من المسؤول. لم يتصرف مرتكبو المذابح ومن يقف وراءهم بالتأكيد بمبادرة شخصية منهم.</p><p dir="RTL"><strong>رغم ذلك، من الواضح أن الأمر مرتبط بالإرهاب الإسلامي</strong></p><p dir="RTL">نعم، ولكن يجب أن نكون حذرين وأن نميز الأشياء بشكل جيد. إن أولئك الذين نفذوا هذه الهجمات الفظيعة هم إرهابيون، وهم أيضًا ليسوا مسلمين أو مؤمنين، ولا يؤمنون بأي إله أو بأي دين. يجب عزلهم وفصلهم عن أولئك &quot;المؤمنين&quot; العاديين. لا يمكننا أن نعتبر جميع المسلمين إرهابيين. الإسلام هو دين سلام. يحيي المسلمون بعضهم البعض بقولهم: السلام.</p><p dir="RTL"><strong>ألا تخشى من أن تمثل هذه الهجمات انهيارًا للحوار بين الأديان؟</strong></p><p dir="RTL">لا، في الواقع، انطلاقًا من هذه التجربة الدراماتيكية سننجح في تعزيزها أكثر. بالأمس فقط عقدنا لقاءً بين الأديان حضره العديد من ممثلي مختلف الديانات، بمن فيهم الزعماء المسلمين. فكلنا، وأكرر كلنا، نددنا بما حدث. كما أعرب بعض البرلمانيين وكبار رجال الديانه الإسلامية عن قربهم مني وشجبهم لهذه الأعمال.</p><p dir="RTL"><strong>بالنسبة للناس العاديين، أو خاصة للعائلات التي فقدت أحباءها، هل هناك احتمال بأن تكون هناك ردود فعل يمليها الانتقام؟</strong></p><p dir="RTL">نحن جميعًا منزعجون، وهذا ممكن. لهذا السبب طلبت من الأساقفة، والكهنة، ورعاة الكنائس مواصلة تقديم المناشدات للحفاظ على السلم وضمان عدم القيام برد فعل قد يكون عن طريق مهاجمة شخص آخر. هذا أمر لا طائل منه. العنف لا يقلل من العنف بل يزيده.</p><p dir="RTL"><strong>قمت بالذهاب على الفور إلى رعية القديس أنطون بمجرد سماعك للأخبار. ماذا تتذكر ذلك؟</strong></p><p dir="RTL">عندما حدث كل ذلك كنت في المنزل، حيث احتفلت قبيل ذلك بقداس الفصح، وكنت على وشك تناول وجبة الفطور. في حوالي الساعة الثامنة وخمس وخمسين دقيقة تم الاتصال بي هاتفيًا وتم إبلاغي بخصوص القنبلة. تركت الأسقفية على الفور وذهبت إلى رعية القديس أنطون. عندما وصلت لم يسمحوا لي بالدخول فقد خشيت قوات الأمن من احتمال وجود قنابل أخرى. ومن بين أشياء أخرى لم يكن هناك إمكانية الدخول إلى الكنيسة. لم يكن بالإمكان الوصول إليها فكل شيء كان في حالة من الفوضى. ثم عدت إلى المنزل وتلقيت مكالمة هاتفية ثانية تبلغني بالتفجيرات الأخرى في نيجومبو وباتيكالوا. كان الأمر صعبًا. إنها لحظة مأساوية لمجتمعنا الصغير الذي كان يقيم جميع هذه الخسائر.</p><p dir="RTL"><strong>هناك حديث عن 321 حالة وفاة حتى الآن، ونحو 500 جريح.</strong></p><p dir="RTL">الوضع في المستشفيات حرج. في الأيام القليلة الماضية، ذهبت للقاء العديد من الجرحى وعائلاتهم. إن قصصهم التي رووها مروعة. لم أستطع الاستماع إلى الأمور التي كانوا يقولونها لي. عقب هذه الضجة الكبيرة المفاجئة في كنيسة القديس أنطون، قام المؤمنون بتلاوة قانون الإيمان. في رعية أخرى بينما كان شخص ما يلقي كلمة وداع لكاهن الرعية الذي جرى نقله. كان كل شيء مفاجئًا. هناك أولئك الذين فقدوا سمعهم، وأولئك الذين فقدوا بصرهم. هناك من كان جسدهم مغطى بالكامل بقطع معدنية تدمر أعضائهم. سمعت الكثير من الصراخ في الأروقة. إنه أمر فظيع. كان كل شيء على ما يرام، والآن لدينا جيش من المرضى.</p><p dir="RTL"><strong>كيف تنوي الكنيسة المضي قدمًا بعد هذه المأساة؟</strong></p><p dir="RTL">نحن نحاول إيجاد سبب لهذا كله من خلال الإيمان، وقبل كل شيء للتغلب على ذلك بالشجاعة. هناك الكثير من الناس والعديد من العائلات التي فقدت أقاربها. هناك العديد من الآباء الذين فقدوا أطفالهم حتى الصغار منهم. فهم يحتاجون إلى شجاعتنا للمضي قدمًا. لذا يجب على الكهنة والأساقفة أن يكافحوا الإحباط من خلال الإيمان، وأن يغرسوا الثقة في الناس من أجل المستقبل.</p><p dir="RTL"><strong>هل ما زالت الاحتفالات في الكنائس مغلقة؟</strong></p><p dir="RTL">لسوء الحظ لم نبدأ الاحتفالات بعد. تدل مؤشرات الأمن القومي على أنه من الأفضل إبقاء الكنائس مغلقة الآن.</p><p dir="RTL"><strong>سؤال أخير، أطلق عليك البابا فرنسيس يوم أمس اسم &quot;الأخ العزيز&quot; في صلاة افرحي يا ملكة السماء، مؤكدًا قربه من جميع السكان. هل سنحت لك الفرصة للتحدث معه شخصيًا؟</strong></p><p dir="RTL">لا، لم يتحدث معي البابا ولم يتصل بي. لكنني علمت مناشداته لبلادنا وللمؤمنين. أود أن أشكر الأب الأقدس على كلماته الجميلة الخاصة بالتضامن وبالصلاة.</p>