موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم
نشر الإثنين، ٦ ابريل / نيسان ٢٠١٥
الكاردينال دولان يكتب: "لا سلام للمسيحيين العراقيين في عيد الفصح"

نقلها إلى العربية نبيل رومايا - صوت العراق :

فيما يلي النص الكامل للمقال الذي نشره موقع "سي إن إن" الأمريكي بقلم الكاردينال تيموثي دولان، رئيس أساقفة نيويورك، بالاشتراك مع روما داوني ومارك بورنيت، الرؤساء الفخريين لمؤسسة The cradle الخيرية ومنتجي "عقب ميلاد الرب - يستمر الكتاب المقدس" الذي يروي نمو الكنيسة في وجه الاضطهادات:

يصلي أكثر من ملياري مسيحي هذه الأيام في كل أنحاء العالم متذكرين صلب وقيامة السيد المسيح.

ففي ضوء المذبحة المأساوية التي لحقت بطلاب الجامعة المسيحيين في كينيا الخميس الماضي، والتهديد المستمر ضد المسيحيين في الدول الأخرى، نحن نطلب من مسيحيي العالم الصلاة وتذكر ليس آلام صلب المسيح فقط، ولكن ما يعانيه المسيحيين في العالم من معاناة مثل قطع الرأس، والرجم بالحجارة، والاستعباد القسري، والاعتداء الجنسي، والاتجار بالبشر، والتحرش، والقصف، ونزوح مئات الآلاف من المسيحيين من ديارهم، وغيرها من المآسي، ليس لأي سبب سوى دينهم وإيمانهم والذي جعلهم هدفا للمتطرفين الإسلاميين.

هذه المعاناة التي أدت إلى تدمير حياة الآلاف في دول مثل العراق وسوريا وليبيا وباكستان والهند ومصر وكينيا ونيجيريا.

في حزيران 2012، قال المطران العراقي شليمون وردوني في مؤتمر للأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة الأمريكية: "نرجو منكم المساعدة. نحن لا نريد غير السلام، والأمن، والحرية. أتضرع إليكم، نحن لا نريد مزيداً من الموت، ولا مزيداً من الانفجارات، ولا مزيداً من الظلم". ففي هذه الأيام معظم كنائس العراق محاطة بجدران كونكريتية لإيقاف الهجمات المترقبة.

وتصاعدت وتيرة هذه الأزمة بشكل كبير في الصيف الماضي عندما اجتاحت داعش بسرعة البرق محافظة نينوى في العراق، واستولت على مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في البلاد. تلك المدينة التي كانت حتى عام 2014 وطناً مزدهراً للمسيحيين من الذين سكنوا فيها منذ عدة قرون قبل الإسلام.

وبالرغم من هذه المآسي المتكررة بحق المسيحيين، إلا أن العالم لم يستجيب ولم يرفع صوته ضدها والآن، الذي كان لا يمكن تصوره قد حدث، فقد تم تفريغ سهل نينوى العراقي من سكانه المسيحيين الإصلاء والذي عاشوا فيه منذ آلاف السنوات.

في 27 أذار الماضي، قال البطريرك الكلداني الكاثوليكي لويس رافائيل ساكو أمام مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، في إشارة إلى وضع المسيحيين في العراق: "انه وضع كارثي".

وهو على حق.

فمنذ القرن الأول الميلادي لم تواجه كنيسة الشرق مثل هذا الاضطهاد. فالمسيحية في الشرق والتي بنيت على ايدي الرسل الأوائل نفسهم منذ 2000 عام، في بلاد الرافدين بين دجلة والفرات، أصبحت اليوم أثاراً ورماداً. فاللاجئون يعيشون في وضع مزري وفي ظروف يرثى لها بدون سكن أو كنائس، ولا أمل في العودة إلى المنطقة حتى بعد أن تستقر.

وهؤلاء المسيحيين، سواء كانوا من الكاثوليك أو الأرثوذكس أو البروتستانت، هم متحدون بشراكتهم بإيمانهم المسيحي، وكما عبر عنه البابا فرانسيس "بشراكة الدم"، مع الاعتراف بأن المسيحية تشهد المزيد من الاستشهاد والمعاناة اليوم مما كانت عليه في القرن الأول.

وهذه ليست أزمة مبالغ فيها أو مفتعلة.

فقد صرحت مديرة مركز هدسون للحرية الدينية نينا شيا: "إن المسيحية في الشرق الأوسط تُحطم قطعة قطعة".

كما إننا ضد ما يقال بأن هذا الشر من قبل المتعصبين الدينيين هو انعكاس لتصرف غالبية المسلمين. الحقيقة إن المسلمين هم الضحية الأكبر لهؤلاء المتطرفين.

وبالرغم من أن المسيحية تواجه تهديداً للانقراض في عدة مناطق من العراق وسوريا، وأنها تواجه تهديداً متزايداً في دول مثل نيجيريا، ولكننا نتضامن مع الكلمات التي ألقاها ملك الأردن عبدالله الثاني في الخريف الماضي في الأمم المتحدة، حيث قال: "إن المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من [الشرق الأوسط] في ماضيه وحاضره ومستقبله".

ولكن عندما يُكتب التاريخ عن هذه المرحلة، هل سنكون قادرين على القول إننا جربنا كل شيء في وسعنا لوقف هذه المحاولة للقضاء على 2000 عام من المسيحية من الشرق الأوسط، هل استنفذنا كل إمكانياتنا لوقف هذا التهديد قبل أن ينتشر إلى دول أخرى؟.

المسيحيون في هذه الدول بحاجة ماسة إلى حبنا ودعمنا بشكل لم يسبق له مثيل، وهم بحاجة أيضاً إلى الأمن والحماية من العالم بشكل اَني وسريع.

وبمناسبة عيد الفصح نستذكر كلمات مسيحي قطع رأسه بسبب إيمانه. وهذا الرجل اعتنق المسيحية على الطريق إلى دمشق، وغير اسمه من شاول إلى بولس. ففي رسالة إلى مسيحيين يضطهدون في مكان آخر وفي وقت آخر كتب: "صلوا لكي نسلم من الشر والأشرار".

في عيد الفصح، دعونا نصلي بحرارة لإنقاذ كل المضطهدين.