موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٤
الكاردينال توران يطالب المجتمع الدولي بالتدخل بعد حرق مسيحيين أحياء

بقلم: اندريا تورنيللي ، ترجمة: سامح المدانات :

"أنا مصدوم ومندهش من هذا العمل البربري (الوحشي) الهائل..." كان هذا هو ردُّ فعل الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان، رداً على خبر قتل الزوجين المسيحيين الشابين اللذين لهما أربعة من البنين. فقد حُرِقا أحياءً من قِبِلْ حشد مجنون في الباكستان بعد أن اتهمهما رئيس ديني مسلم ظلماً بالتجديف. وقد أدان الكاردينال توران هذا العمل خلال مقابلة مع راديو الفاتيكان.

وقال الكاردينال: "أنا مصدوم. فعندما يقعُ فِعلٌ بهذه الوحشية، فإن المرءَ يعجزُ عن الكلام. والأكثر خطورة في الأمر كونه له علاقة معينة بالدين. لا يبرر أيُّ دينٍ جرائماً من هذا النوع. ويشكل قانون التجديف مشكلة كبيرة وتساؤلاً إذا ما كان ينبغي على المجتمع الدولي التدخل".

وعندما سُئل إذا كان بالإمكان الطلب من الأمم المتحدة التدخل، أجاب الكاردينال: "أنا أسأل نفسي كيف يمكن للمرء أن يقف متفرجاً عندما تُعلن بعض الجرائم الدينية على أنها قانونية وشرعية؟"، وأشار قائلاً: "لقد تم حتى الآن تنفيذ ما يقارب 60 حكماً بالإعدام منذ عام 1990، وهي السنة التي صدر فيها قانون التجديف. وهذا لا يطالُ المسيحيين فقط بل أن أقليات أخرى يتم استهدافهم أيضاً: فمثلاً يتم قتلُ المحامين المناهضين للنظام بشكل وحشي، فنحن نواجه مشكلة كبيرة".

وقد ذكرت الصحفية في راديو الفاتيكان، هيلين ديستومبيس، أنه يوجد حالياً العديد من المسيحيين المحكوم عليهم بالإعدام في الباكستان. وقد ذكرت اسم اسيا بيبي، ولكن هناك آخرون عديدون. وقد صرح الكاردينال توران قائلاً: "ولا يمكننا الآن التدخل بالأمور الداخلية لبلد ما، ولكن يجب علينا على الأقل مساعدة السياسيين على إيجاد الحلول الإنسانية والحضارية".

وقد أضاف الكاردينال: "إن الكنيسة المحلية تتحلى بالشجاعة". وقد كان ردُّ فعل لجنة العدالة والسلام على هذه الأحداث، أن أعلنوا استنكارهم لعدم وجود الإرادة السياسية للرد عليها. وأكدوا أن هذا الوضع يجعل الأقليات أكثر عرضة. واسترسل الكاردينال قائلاً: "يجب علينا أن ندعم (الأقليات) وفوق كل شيء يجب أن نكون حازمين في إدانة هذه الأعمال التي لا يوجد مبرر لها على الإطلاق. إن الإنسانية جمعاء قد تم إذلالها بهذا الأمر".

ورداً على سؤال حول عدم وجود ردٍ من الحكومة فيما يتعلق بالاستنكارات، والتواطؤ المُحتمل للشرطة والمحاكم، قال الكاردينال: "هناك تواطؤ بالتأكيد. ولا أعرف إلى أي مدى. على كل الأحوال، فإن رأيي أن يتم إدانة هذا النوع من التصرف علنياً، وعلى الأخص يجب أن يشعر المسيحيون بالتضامن من الكنيسة التي هي عائلتهم".

وقد قال الكاردينال توران أنه يأمل في رد فعل من القادة المسلمين: آمل ذلك، وكرَّرَ، إني آمل ذلك حقاً! ولقد عبرنا عن أملنا هذا في شهر آب الماضي ... إن هذه الجرائم تعطي الإسلام اسماً رهيباً وسلبياً للغاية. فإنه من مصلحتهم أن يستنكروا وبشدة وحزم مثل هذه الأفعال".

واختتم الكاردينال كلامه قائلاً: "وأظن أننا وصلنا إلى نقطة الذروة، وهو ما يصفه القديس بولس "سر الإثم" وبكلمة أخرى، الشر في أقصى حالاته"، حتى الحيوانات لا تتصرف بهذا الشكل. نحن حقاً نعيش في عصر من عدم الاستقرار التام، حيث كل شيء ممكن، ولا يتم احترام الإنسان، والحياة في نظرهم لا تساوي شيئاً".