موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٣ أغسطس / آب ٢٠١٨
الكاردينال بولجيتش يدعو أوروبا إلى إعادة اكتشاف جذورها المسيحية

فاتيكان نيوز :

أجرت هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة مقابلة مع رئيس أساقفة ساراييفو وكبير أساقفة البوسنة والهرسك الكاردينال فينكو بولجيتش الذي شدد على ضرورة أن تعيد أوروبا اكتشاف جذورها الخاصة وهويتها المسيحية، وبهذه الطريقة فقط لا يمكنها أن تخاف من الإسلام الراديكالي.

جاءت هذه المقابلة بالتزامن مع حملة أطلقتها الهيئة الكاثوليكية المعنية بمساعدة الكنائس في العالم من أجل دعم طلاب إحدى الإكليريكيات في أوكرانيا والإسهام في مشروع توسيع مركز يوحنا بولس الثاني للشباب في ساراييفو. وقدّم نيافته صورة عن الأوضاع الصعبة التي يمر بها حاليا هذا البلد البلقاني الذي يعاني من هجرة الكاثوليك، إذ تشير المعطيات إلى هجرة عشرة آلاف كاثوليكي سنويا.

وقال الكاردينال بولجيتش في هذا السياق إنه منذ نهاية الحرب في البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي والجماعة الكاثوليكية آخذة بالتراجع عددياً، وعزا السبب إلى غياب المساواة بين الكاثوليك وباقي المواطنين على الصعيدين السياسي والقانوني.ولفت أيضا إلى صعوبة الحصول على فرص للعمل، فيما يقوم أشخاص آخرون بالعمل لكنهم يعجزون عن العيش في بلد لا يتمتعون فيه بالحقوق نفسها مقارنة مع باقي مكونات المجتمع.

وتُذكّر هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة بأن الكاثوليك يتعرضون للتمييز في الكيانين اللذين نتجا عن اتفاقات دايتون السلمية في العام 1995: إذ يحصل هذا الأمر في الفدرالية الكرواتية المسلمة لأنهم غير مسلمين، وفي جمهورية البوسنة والهرسك الصربية لأن معظم سكانها كرواتيو الأصل.

واعتبر رئيس أساقفة ساراييفو أن الجماعة الدولية مدعوة إلى تحمّل مسؤولياتها في هذا السياق، لافتا إلى أنها لم تقدّم للمكون الكاثوليكي ما قدمّته من مساعدات للمكونات الأخرى. ولم تخل كلمات نيافته من الإشارة إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها الكنيسة الكاثوليكية المحلية من أجل توفير أجواء من التسامح، وهي تتوجه بنوع خاص إلى الأجيال الفتية من خلال مركز يوحنا بولس الثاني في ساراييفو والذي يضم أيضا شبانا وشابات ينتمون إلى ديانات أخرى.

هذا ثم تطرق الكاردينال بولجيتش إلى مشكلة أخرى يواجهها المجتمع ألا وهي تنامي الإسلام الراديكالي مشيراً إلى أن دولاً عربية تستثمر أموالاً طائلة من أجل بناء المساجد وحتى قرى بأكملها، يقطنها مسلمون عرب. ولفت إلى العلاقات الجيدة التي تجمع بين الكاثوليك والمسلمين السلافيين، لكن ثمة صعوبة في الحوار مع المسلمين الراديكاليين القادمين من الدول العربية. هذا ثم شدد نيافته على أن أوروبا لا تعرف الإسلام جيداً ولا تدرك معنى العيش جنباً إلى جنب مع الإسلام الراديكالي معتبراً أن مواجهة هذا التحدي تتطلب إعادة اكتشاف الجذور المسيحية لأوروبا والحفاظ عليها.