موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٣ أغسطس / آب ٢٠١٩
الكاردينال باسيتي يدعو السياسيين الإيطاليين إلى وضع المحتاجين أولاً

الفاتيكان نيوز :

خلال مشاركته في مهرجان كورشانو، تطرق رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال غوالتييرو باسيتي إلى موضوع الهجرة في إيطاليا فضلا عن الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد حاليًا، مشددًا على ضرورة وضع المحتاجين في المقام الأول.

وقال الكاردينال باسيتي، وهو أيضًا أسقف أبرشية بيروجيا شيتا ديلا بييفي: ينبغي ألا يأتي الإيطاليون أولا، بل من هو محتاج معتبرًا أن إيطاليا مدعوة إلى استضافة كل شخص يطلب المساعدة وإلى جعل احترام الحياة والكرامة البشرية في المقام الأول. وأكد نيافته أن حضور الماجهرين واللاجئين والمحتاجين، يشكل فرصة من أجل استعادة الأبعاد الأساسية لإنسانيتنا. وذكّر في هذا السياق بزيارة قام بها مؤخرا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي تأوي أعدادا كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين وقال بهذا الصدد: لقد شاهدتُ أوضاعا غير إنسانية يمر بها أشخاص يعرضون حياتهم للخطر من أجل الهروب من العنف والبؤس ومن مراكز الاعتقال في ليبيا.

ورأى الكاردينال باسيتي أن الأزمة الراهنة ولّدت كما كبيراً من الآلام والمعاناة وسببت أيضا موجة من الغضب، وذلك في إشارة إلى الوضع الذي تمر به اليوم السياسة في إيطاليا. وأكد أن المواطنين الإيطاليين ليسوا عنصريين معتبرا أن ما يشلّهم هو الخوف الذي يحول دون الانفتاح على الآخر. ولفت نيافته إلى أن الكنيسة الكاثوليكية ملزمةٌ في التربية وفي تحرير الناس من قيود الخوف وذلك استنادا إلى اللقاء والحوار. وأضاف أنه يتعين على السياسة أن تضع نفسها في خدمة المحبة، مشيرا إلى أنه إذا التزم جميع المسيحيين في هذا الاتجاه ستتخذ السياسة رونقاً مختلفا. وفي سياق تعليقه على الأزمة الحكومية في إيطاليا اعتبر رئيس مجلس الأساقفة أنه يتعين على الحكومة الجديدة، وبغض النظر عن لونها السياسي، أن تُبنى على مشروع، وعلى نقاط ملموسة لا على مجرد صفقة. ورأى أن الاتحاد الأوروبي الذي كان ينبغي أن يصير "أوروبا الشعوب" تحول إلى أوروبا المصارف.

وليست المرة الأولى التي يتطرق فيها الكاردينال باسيتي إلى أزمة المهاجرين واللاجئين في إيطاليا إذ كان قد وجّه مؤخرا رسالة إلى جميع الأساقفة الإيطاليين لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمهاجر واللاجئ 2019 والذي يُحتفل به في الأحد الأخير من شهر أيلول سبتمبر من كل عام. ورأى أن هذه المناسبة تكتسب هذا العام أهمية كبرى بالنسبة للجميع، مذكراً بأن البابا فرنسيس يؤكد أن حضور المهاجرين واللاجئين في بيئاتنا ومجتمعاتنا يشكل بحد ذاته دعوة من أجل استعادة بعض الأبعاد الأساسية لوجودنا المسيحي ولإنسانيتنا.

وشجع رئيس مجلس أساقفة إيطاليا جميع المؤمنين على المشاركة في القداس الذي سيحتفل به البابا فرنسيس في تلك المناسبة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان مشيرا إلى أن هذا الاحتفال الديني يشكل مناسبة ملائمة للتجمّع حول البابا والتعبير له عن امتناننا لتعاليمه الشجاعة. وأكد رئيس مجلس أساقفة إيطاليا أن الكنيسة تدرك جيداً مدى الانقسام السائد اليوم في المجتمعات حول هذا الموضوع، وحتى داخل الجماعات الكنسية الكاثوليكية وحذر من مغبة تنامي الخوف وانعدام الشعور بالأمن حيال ظاهرة الهجرة.