موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٩ أغسطس / آب ٢٠٢٠
الكاردينال بارولين يحمل إلى مزار لورد رسالة "رجاء" إلى "عالم يعرف الظلام والخوف"
"نتوجّه إلى مريم بثقة كبيرة، مع اليقين الراسخ بأنها ستصغي إلينا"
جانب من القداس الاحتفالي بعيد انتقال السيدة العذراء في مزار لورد

جانب من القداس الاحتفالي بعيد انتقال السيدة العذراء في مزار لورد

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

"إن العذراء المنتقلة إلى السماء هي علامة تعزية ورجاء أكيد". هذا هو محور عظة القداس الإلهي الذي ترأسه أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، خلال زيارته إلى مزار لورد، جنوب غرب فرنسا، في إطار الحج السابع والأربعين بعد المائة من الحج الوطني الفرنسي.

 

وأقيمت الاحتفالات السنويّة بعيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، في لورد، يوم السبت الموافق 15 آب 2020، بمشاركة حوالي خمسة آلاف من الحجاج. وهذا العدد من الحضور هو أقل بكثير من المعتاد بسبب الأزمة الصحيّة العالميّة (كوفيد-19)، والتي عطّلت رحلات الحج المنظمة من جميع أنحاء العالم، عبر القطارات والطائرة والحافلات.

 

وفي القداس الإلهي، أخذ الحجاج المشاركون أماكنهم في بازيليك القديس بيوس العاشر، مع إتخاذ الإجراءات الصحيّة الاحترازية. وحمل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى المزار المريمي الشهير قرب البابا فرنسيس الروحي، وبركة قداسته للحاضرين، لاسيما للذين يعيشون صعوبات ومحن، خاصة في هذه الأيام.
 

تسليم كامل للعذراء مريم

 

وأكّد بارولين في عظة القداس، أن مريم، وكما يعلِّم المجمع الفاتيكاني الثاني، تُظهر لنا نفسها كعلامة تعزية ورجاء أكيد، وهذا الأمر هو أكثر آنية لاسيما في سياق الوباء والصراعات التي تصيب عالمنا، عالم يعرف الظلام، والخوف، والسيطرة العمياء والقاتلة، والمنافسة غير العادلة، واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، والضياع. كذلك سلّط أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الضوء في عظته على أي مدى يسمح لنا وجود مريم في السماء في جسدها ونفسها بمشاركة سماتها، أي أن نصبح رجالًا ونساء إفخارستيِّين، توجه حياتهم كلمات يسوع: "افعلوا هذا لذكري" لكي تُعدَّ دروب صعودنا إلى السماء.

 

وقال: أن نحمل سمات أم يسوع التي رُفعت في المجد، كرجال ونساء إفخارستيين منغمسين في تواضع التمييز، يعني عدم الخوف، وعدم الانسحاب، وعدم الخضوع كما نقرأ في الليتورجيا اليوم، وإنما أن نعرف كيف نحوّل الصحراء إلى ملاذ آمين بالفرح وليس بالعنف. أن نحيا هذا كلّه وأن ننتمي إلى الرب المصلوب والقائم من بين الأموات، وأن ننتمي إلى جماعة المدعوين للخلاص، جميع هذه الأمور تعني أن ننال عطية هذا العيد. يقود الحج، علامة الإيمان الكنسي، إلى لورد ويكتسب معناه هناك: نحن حجاج هنا لنرى أن هناك مغارة مفتوحة يضيء فيها نور قبر يسوع المفتوح والفارغ، لأنه كما كان الأمر بالنسبة لبرناديت، يصبح المتواضعون والفقراء معلمين لإيمان شعب الله وبوابة للدخول إلى سرّ المخلص.

وختم أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين عظته بالقول: هذه المغارة المفتوحة التي نراها ونلمسها بيدي وعيني الجسد والروح تنقل إلينا سحر العيش معًا في الأخوة: أتمنى أن يرافق هذا السحر دائمًا نمونا في التمييز، وأن تنمو معه في كل منا ملامح العذراء مريم المرتفعة في المجد، لكي ننتمي بفرح أكثر فأكثر إلى الأشخاص الذين يحملون صورة بنوّتها فنكرس أنفسنا بالكامل للعهد والمسيرة اللذين يجعلاننا مرسلين ومبشرين.