موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢١
الكاردينال بارولين: زيارة زيارة البابا إلى قبرص واليونان عودة إلى ينابيع الإنجيل والأخوّة

فاتيكان نيوز :

 

عشية زيارة البابا فرنسيس الرسولية الخامسة والثلاثين خارج الأراضي الإيطالية والتي ستقوده إلى قبرص واليونان من الثاني وحتى السادس من الحالي، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي أكد أن الحبر الأعظم سيحمل إلى البلدين فرح الإنجيل ونور الرجاء، كما سيحث أوروبا والبشرية برمتها على عيش الوحدة وعدم التخلي عن كل شخص محتاج.

 

وذكّر الكاردينال بارولين بأن البابا قال لشعبي البلدين إنه ينتظر لقاءهما بفارغ الصبر، ما يسلط الضوء على روح التلاقي والحج. وأضاف أن فرنسيس يشعر أنه حاجّ في الأماكن التي طبعت بدايات الكنيسة، خصوصا وأن البلدين كان شاهدين على مسارات هامة قام بها الرسولان برناباس وبولس. وأكد نيافته أن زيارة البابا تشكل عودة إلى الينابيع، بغية إعادة اكتشاف فرح الإنجيل، وهو موضوع رافق حبرية فرنسيس، وها هو البابا يوكل اليوم زيارة الحج هذه إلى الصلاة ويطلب من الآخرين أن يصلوا من أجله.

 

في سياق حديثه عن زيارة البابا إلى قبرص، الجزيرة المنقسمة منذ عام 1974، وقد وجه البابا كلمة تشجيع للمشاركين في مفاوضات إعادة توحيد الجزيرة، قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إن الوضع في قبرص –التي سيصلها البابا يوم الخميس– حساس ومقلق. ولفت إلى أن مفاوضات جرت في سويسرا في شهر نيسان الماضي، برعاية منظمة الأمم المتحدة وبحضور البلدان الضامنة للعملية ألا وهي اليونان، تركيا وبريطانيا. لكن المفاوضات باءت بالفشل إذ لم تؤد إلى نتائج مرضية وملموسة. وعبر نيافته عن قناعته بأن البابا سيذهب إلى قبرص ليؤكد موقف الكرسي الرسولي: ألا وهو أن الأزمة يمكن أن تُحل عبر الحوار وحسب، الحوار الصادق والوفي بين الأطراف المعنية، مع الأخذ في عين الاعتبار خير الجزيرة بأسرها.

 

بعدها تطرق المسؤول الفاتيكاني إلى أهمية الجهود الواجب أن تبذلها جميع البلدان المطلة على البحر المتوسط من أجل تحقيق التقارب فيما بينها، كي يتحول البحر من مكان يُبعد الشعوب إلى فرصة للتلاقي. ولفت إلى أننا اليوم –وللأسف– نرى العكس تماما، إذ نشهد العديد من التوترات على المستوى الجيوسياسي، فضلا عن ظاهرة الهجرة. وذكّر في هذا السياق بمفهوم جميل جداً عبّر عنه البابا فرنسيس مع بداية الجائحة عندما قال إننا نتواجد جميعنا على متن الزورق نفسه، وبالتالي علينا أن نبحر معاً. وقال الكاردينال بارولين إن الدعوة إلى الإبحار معاً تتطلب النظر إلى المشاكل الراهنة والحالات الطارئة، كالأزمة الصحية التي لم نتخطاها بعد، فضلا عن ظاهرة التبدل المناخي، وظواهر أخرى مزمنة، كالحروب والفقر والجوع. وأكد أنه لا بد أن نشكل جبهة موحّدة إزاء هذه المشاكل والصعوبات كلها، وأن نتبنى مقاربة مشتركة، متقاسمة ومتعددة الأطراف. وهي الدرب الوحيدة التي يمكن سلوكها من أجل حل المشاكل في عالمنا المعاصر.

 

وقال: إنّ البابا يريد أن يخاطب أوروبا بنوع خاص، وأن يدعوها إلى إعادة اكتشاف جذورها ووحدتها بغض النظر عن الاختلافات في وجهات النظر. وأضاف أن الحبر الأعظم يريد أيضا أن يتوجه إلى البشرية برمتها، خصوصا وأن مسألة الهجرة تحاكي بشريتنا، وكيفية تعاملنا مع هذا الواقع ومع هؤلاء الأشخاص. وتمنى الكاردينال بارولين أن تكون زيارة البابا فرنسيس إلى قبرص واليونان بمثابة رحلة العودة إلى ينابيع الإنجيل والأخوّة، خصوصا فيما يتعلق باللقاء المرتقب بين البابا وقادة الكنيستين الأرثوذكسيتين في البلدين. وذكّر بأن الجماعات الكاثوليكية في اليونان وقبرص ليست كبيرة جدًا من حيث العدد، بيد أنها ناشطة ومتعددة الأعراق، وهي تعكس بالتالي غنى وتنوع الكنيسة الكاثوليكية.