عشية انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتبدل المناخي COP26 في غلاسكو، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي يرأس وفد الكرسي الرسولي إلى هذا المؤتمر الدولي، مؤكدًا أنه لدينا اليوم الأدوات والموارد اللازمة من أجل تغيير المسار.

وأوضح بأنّ هذا المؤتمر –الذي سيشهد مشاركة أكثر من مائتي رئيس دولة وحكومة– سيسعى إلى تحديد الآليات الملموسة من أجل تطبيق مقررات مؤتمر باريس للعام 2015، مع أن المسيرة ليست سهلة، خصوصًا في ضوء الجائحة التي نواجهها اليوم.

وأشار إلى انطلاق عملية انتقالية نحو نموذج للنمو خالٍ من التكنولوجيات والتصرفات التي توثر على الاحتباس الحراري. لكن لا بدّ أن نتساءل حول سرعة هذه العملية الانتقالية، وما إذا كانت قادرة على الالتزام بالمواعيد المحددة. وأكد أن الكرسي الرسولي يأمل بأن تؤكد القمة على مركزية مبدأ تعدد الأطراف، بالتعاون أيضًا مع جهات غير حكومية.

وقال: إننا نعيش اليوم مرحلة هامة من تاريخنا، وذكّر بما كتبه البابا فرنسيس في رسالته العامة "كن مسبحًا" عندما تحدث عن عدم مسؤولية البشرية خلال الحقبة ما بعد الصناعية، وأمل أن تكون البشريّة في مطلع القرن الحادي العشرين قادرة على تحمل المسؤوليات. من هذا المنطلق –تابع الكاردينال بارولين– إننا نواجه اليوم تحديًا مرتبطًا بحضارتنا، يتطلب عملاً لصالح الخير العام، ويقتضي تغيّرًا في وجهات النظر كي توضع الكرامة البشرية في محور كل نشاط.

وتطرق نيافته إلى الترابط القائم بين التدهور البيئي والانحطاط الاجتماعي، وهذا هو مفهوم أساسي للبيئة المتكاملة. وقال إنّ السلام والعدالة وحماية الخليقة هي مسائل ثلاث مترابطة مع بعضها. لذا لا بدّ أن يتمخض عن مؤتمر غلاسكو ردّ جماعي ومتكامل لا يأخذ المسائل البيئية في عين الاعتبار وحسب إنما ينظر أيضًا إلى كيفية مساعدة الأشخاص الذين يعانون من تبعات التبدل المناخي ومن تكبدوا الخسائر بسبب هذه الظاهرة، لافتًا إلى أنه لدينا اليوم الأدوات والموارد اللازمة من أجل تغيير المسار، لكن ما ينقص –على ما يبدو– هو الرغبة السياسية الواضحة. وقال إن المؤتمر يشكّل اليوم فرصة ملائمة من أجل تسليط الضوء على الطرق الواجب اتباعها بغية تحقيق الأهداف المرجوة.