موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١
الكاردينال بارولين: إزالة الأسلحة النووية بالكامل يشكل تحديًا وواجبًا خلقيًا وإنسانيًا

فاتيكان نيوز :

 

شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في مؤتمر عُقد في دار الصحافة التابعة لدير أسيزي، نظمته "اللجنة من أجل حضارة المحبة"، من أجل التباحث في القضايا المتعلقة بنزع السلاح وإزالة الترسانات النووية التي تشكل تهديدًا خطيرًا للجنس البشري.

 

ومن خلال رسالة فيديو وجهها إلى المؤتمرين، أكد الكاردينال بارولين على أن الأزمة الصحية التي يشهدها العالم، بسبب جائحة كوفيد-19، علمتنا درسًا قيّمًا، ألا وهو ضرورة إعادة النظر في مفهومنا للأمن الذي لا يمكن أن يرتكز إلى التهديد بتدمير الآخر وإلى الخوف، بل ينبغي أن يجد هذا المفهوم جذوره في العدالة والنمو البشري المتكامل واحترام حقوق الإنسان والعناية بالخليقة وتعزيز بنيات تربوية وصحية وفي الحوار والتضامن.

 

وأشاد نيافته بالجهود التي تبذلها العديد من المنظمات والمؤسسات الملتزمة على صعيد عملية نزع السلاح النووي، والقضاء على الترسانات النووية وتحويل هذه الموارد إلى مبادرات سلام. وقال إنّ هذه الجهود تتماشى مع النهج الذي يتّبعه الكرسي الرسولي، الذي يريد من الجماعة الدولية أن ترتكز إلى النمو وتعزيز الثقة الحقيقية والمستدامة بين الأمم، معتبرا أنه لا بد أن يتبنى العالم إستراتيجيات بعيدة النظر تصب في صالح الخير العام. بعدها أكد أن هدف إزالة الأسلحة النووية بالكامل يشكل في الوقت نفسه تحديًا وواجبًا خلقيًا وإنسانيًا، كما أن المقاربة الواقعية حيال هذا الموضوع مدعوة إلى تعزيز التفكير في خلقية السلام والأمن المتعدد الأطراف، وهي مسألة تتخطى نطاق الخوف والانعزالية اللذين يطبعان النقاشات الحالية.

 

وتوقف نيافته عند المؤتمر العاشر لإعادة النظر في معاهدة منع الانتشار النووي المزمع عقده في شهر كانون الثاني المقبل، وقال إن هذا المؤتمر سيشكل مناسبة هامة بالنسبة للجماعة الدولية، لاسيما القوى النووية، كي تُظهر بوضوح قدرتها على فهم التحديات الراهنة اليوم وعلى مواجهتها وإيجاد حلول لها. أما في شهر آذار المقبل فسيُعقد اللقاء الأول بين الأطراف الموقعة على معاهدة حظر السلاح النووي، والتي لم تنضم إليها القوى النووية والدول المتحالفة معها عسكريًا، باستثناء هولندا. وأكد الكاردينال بارولين أن هذه المعاهدة تُعتبر إنجازًا للدبلوماسية المتعددة الأطراف، مشيرًا إلى أن التفاوض بشأن المعاهدة ودخولَها حيز التنفيذ لما كانا ممكنَين بدون الجهود التي بذلتها جمعيات المجتمع المدني الملتزمة في مجال نزع السلاح النووي وتحقيق السلام.

 

ولم تخلُ كلمات أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان من تسليط الضوء على المواقف التي اتخذها البابا فرنسيس على هذا الصعيد، إذ ذكّر المؤتمرين برسالة الحبر الأعظم لمناسبة اليوم العالمي الرابع والخمسين للسلام، وقال إن ما كتبه البابا في هذه الوثيقة يمكن اعتباره قدوة للخطوات الواجب اتخاذها خلال السنوات المقبلة من أجل التوصل إلى نزع السلاح النووي. وذكّر الكاردينال بارولين بأن البابا تحدّث في رسالته عن هدر الموارد التي تُنفق على التسلح في العالم، لاسيما على الترسانات النووية، واعتبر أنه لا بد أن تُستخدم تلك الموارد من أجل إرساء أسس السلام والنمو وتطوير الرعاية الصحية، وذلك من خلال إنشاء صندوق عالمي يساهم في القضاء نهائيا على آفة الجوع، ويساعد عملية التنمية في البلدان الأكثر فقرًا.