موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
الكاردينال المُعيّن سيميرارو: لقد أوكلتُ التزامي في الكنيسة إلى الطوباوي كارلو أكوتيس

فاتيكان نيوز :

 

بعد أيام قليلة من تعيينه عميدًا لمجمع دعاوى القديسين، يستعد أسقف ألبانو، المطران مارتشيلو سيمرارو، لخطوة أخرى دعاه إليه قداسة البابا فرنسيس البابا بتعيينه كاردينالا. وفي مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز يتحدّث المطران مارتشيلو سيمرارو عن المشاعر التي خالجته بعد إعلان الأحد الماضي، وسط مفاجأة وامتنان وشعور بالمسؤولية.

 

مفاجأة أخرى

 

وقال الكاردينال المعيّن سيمرارو في مقابلته: "كنتُ في المنزل، وكنت أتابع صلاة التبشير الملائكي، وبلغني من كلمات الأب الأقدس هذا التعيين الذي جاء بعد التعيين الأول بوقت قصير وغيّر إيقاع حياتي قليلاً. وكانت هذه مفاجأة أخرى. أشعر بامتنان شديد تجاه الأب الأقدس لبادرة الثقة هذه والتي تحمل أيضًا مسؤولية والتزامًا كبيرين في خدمة الكنيسة".

 

وأضاف: "أحد الأشياء التي خطرت على بالي فور سماعي لقائمة الأسماء، لاسيما أنَّ الاسم الأول الذي سمعته كان اسم أمين عام سينودس الأساقفة، كانت السينودسيّة التي تشير إلى مسيرة الشركة في الكنسية. ومن ثم مسؤوليتي: عميد مجمع دعاوى القديسين. وهذه سينودسيّة أخرى، وشركة أخرى، شركة السماء. نحن على الأرض، إذ نخدم ونعيش في الكنيسة، علينا أن نسعى لكي نعكس تلك الشركة السماوية التي نسير نحوها، كما يخبرنا عيد جميع القديسين الذي سنحتفل به عما قريب. لذلك كانت هذه هي المشاعر التي خالجتني في تلك اللحظة".
 

البدء من جديد

 

تابع: من وجهة نظر شخصية، حتى مع الأخذ في عين الاعتبار عمري أيضًا، كنت قد بدأت في التفكير في تقديم استقالتي من خدمة الأبرشية، كما يطلب النظام الكنسي. لذلك كنتُ، على الأقل روحيًا، في حالة التخلّي هذه والتي، بالنسبة لالتزامي في الأبرشية، هي لحظة خلق. إنَّ الأبوة في الواقع، تطلب الإنجاب، ولكنها تطلب أيضًا التخلّي من أجل ترك الأبناء أحرارًا في مسيرتهم. لذلك كنتُ في هذا المنظور. أما الآن، من ناحية أخرى، هناك مسألة البدء من جديد، والانطلاق في خدمة تجعلني قبل كل شيء على اتصال بخبرة القداسة، وهذا بالنسبة لي مصدر راحة كبيرة وتشجيع كبير.

 

وقال: "لقد قبلتُ دعوة أسقف أسيزي للذهاب إلى هناك لاختتام الاحتفالات بتطويب كارلو أكوتيس، وكنتُ هناك يوم الإثنين الماضي. عندما كنتُ أمام قبره، نظرت إلى هذا الطوباوي الشاب وتذكّرت أيقونة أعطاها لي الأب الأقدس ذات مرة بنسخ عديدة لكي أعطيها للكهنة ولأشخاص آخرين، وهذه الأيقونة تسمى "Santa Koinonia"، ونجد فيها راهبًا شابًا يحمل راهبًا مُسنذًا على كتفيه. وفي لقائه مع الشباب، تحدث البابا عن هذه الأيقونة ودعا الشباب لكي يأخذوا على عاتقهم أحلام الكنيسة وآمالهم. وأمام ذخائر الطوباوي كارلو أكوتيس، طلبت من هذا الشاب أن يحملني مع أحلامه على كتفيه لمساعدتي في عيش الخدمة التي دعاني البابا إليها".

عناية واهتمام

 

وفي ردّه على سؤال حول معنى ومسؤوليّة الكلمات التي قالها البابا فرنسيس بعد ان أنهى قائمة أسماء الكرادلة الجدد إذ قال: "لنصلِّ من أجل الكرادلة الجدد لكي وإذ يثبتون في اتباعهم للمسيح يساعدونني في خدمتي كاسقف روما من أجل خير شعب الله الأمين والمقدّس"، أجاب المطران سيمرارو: إنّ البابا، في رأيي المتواضع، هو في خضمِّ مشروع يمكننا تلخيصه في كلمة "عناية أو اهتمام"، "cura animarum"، وهي صيغة تقليدية مدونة في القانون الكنسي أيضًا للإشارة إلى خدمتنا، والتي تعني الاهتمام والعناية بالآخرين، وأن نساعد بعضنا بعضًا ونحمل أعباء بعضنا البعض كما يقول القديس بولس. وهذا ما يطلبه البابا.

 

وأضاف: "إنَّ البابا ليس تلك الشخصية العملاقة التي رسمتها الأساطير والتي تأخذ العالم كله على عاتقها، لا المسيح هو الذي أخذ على عاتقه ضعفنا ويسمح لنا أن نشفيه بجراحه. والبابا يعيش في هذه الشركة، وهو خادم شركة، كما تؤكِّد عقيدة أوَّليّة الحبر الروماني إذ تتحدّث عن البابا كخادم شركة مع الأساقفة والكنيسة. لذلك فمن الطبيعي أنه يشعر بالحاجة إلى وجود معاونين يساعدونه في تتميم خدمته. كذلك من ناحية أخرى، يشكل عمل إصلاح الكوريا الرومانيّة الذي تم خلال السنوات الأخيرة ويسير نحو تمامه خلال هذه الأشهر هو تصميم لتعاون كبير مع خدمة خليفة بطرس".