موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٦ يوليو / تموز ٢٠٢٠
القيادات الدينية المسيحية في لبنان تهاجم الساسة مع ازياد المصاعب والجوع
الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية تحيي حفلا موسيقيًا بعنوان "صوت الصمود"، من دون جمهور، بقلعة بعلبك، في حدث يرتدي رمزية في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد والتبعات السلبية لجائحة كورونا

الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية تحيي حفلا موسيقيًا بعنوان "صوت الصمود"، من دون جمهور، بقلعة بعلبك، في حدث يرتدي رمزية في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد والتبعات السلبية لجائحة كورونا

رويترز :

 

شنّت القيادات الدينية المسيحية في لبنان هجومًا لاذعًا على السياسيين يوم الأحد لفشلهم في علاج الانهيار الاقتصادي الذي دفع العديد من الناس إلى الفقر، وذلك في ضغط آخر على زعماء البلد الذي تتفاقم أزمته.

 

واتهم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، السياسيين بالتفكير فقط في مصالحهم الخاصة، وحثّ الرئيس على التحرك. وقال "يبدو أن هؤلاء السياسيين يريدون بذلك إخفاء مسؤوليتهم عن إفراغ خزينة الدولة، وعدم إجراء أي إصلاح في الهيكليات والقطاعات".

 

وانحسرت آمال الخلاص عن طريق إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي في ظل عجز الحكومة، أو عدم رغبتها، في تنفيذ إصلاحات بسبب الاجندات المتعارضة لزعماء من طوائف مختلفة لا يرغبون في التنازل عن سلطات أو امتيازات.

 

وأضاف البطريرك الراعي "أن المسؤولين السياسيين، من مختلف مواقعهم، لا يمتلكون الجرأة والحرية الداخلية للالتقاء وايجاد السبل للخروج من أسباب معاناتنا السياسية". كما حذّر من أن ذلك يحرم البلاد من المساعدة التي يحتاجها من المانحين الأجانب.

 

وظهرت المصاعب الاقتصادية، الناجمة عن الهدر والفساد الحكومي، العام الماضي بعد تباطؤ تدفقات رؤوس الأموال وتفجر احتجاجات ضد زعماء لا يزالون في السلطة منذ الحرب. وتُعتبر الأزمة، التي دمرت العملة المحلية وأثارت مخاوف من حدوث مجاعة، أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

 

ويتولى الرئاسة في لبنان مسيحي ماروني وفقًا للنظام السياسي الذي يوزع المناصب القيادية على أسس طائفية. ويرتبط أكبر تجمع مسيحي في البلاد وهو التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس ميشال عون بجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران. ويؤيد الطرفان الحكومة الحالية التي تولت السلطة في كانون الثاني.

 

وفي عظة ثانيّة في وسط بيروت يوم الأحد، انتقد المطران الياس عودة، متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس، النخبة السياسية أيضًا. وقال عودة "يا قادة بلادنا المحترمين، أخاطب ما تبقى فيكم من ضمير. هل تنامون مرتاحين ومن أستلمتم مسؤولية رعايتهم يتضورون جوعا، ويموتون عطشًا وانتحارًا؟".

 

وشيع عشرات الناس رجلا في وقت سابق بعدما انتحر في ضاحية مزدحمة ببيروت وألقوا باللوم على زعماء البلاد في الصعاب التي قالوا إنها دفعته للانتحار.