موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٨ يوليو / تموز ٢٠٢٠
الفنانة الفلسطينية صابرين كمال تكتب: أريد لو تنتهي الجائحة!

صابرين كمال :

 

أريد لو تنتهي الجائحة لأكتشف ما كان يجري من تحتنا.. كما يقولون!

 

أريد أن تنتهي الجائحة لاكتشف من كان المتسفيد الأول من كل هذا..

 

أريد لو أصدق أن هناك ربع مؤامرة.. ربع!

 

أريد أن أرى الإنسان يتباعد أكثر فأكثر وتبرد عواطفه وأبدًا لا يرجع يحن ويحب مثل الأول، كما يقولون. أليس هذا الهدف! أريد أن أشهد على هذا وأقول: نعم كنا أغبياء لهذه الدرجة وسارت مياه من تحتنا ولم نعقل ولم نفهم.. أريد لو أرى كل هذا بعد الجائحة.. وإن لم يحصل!

 

فالتعد الحياة لطبيعتها، فلنعد إذًا لأحلامنا وأعمالنا، دون معقمات! فالنقترّب، لنعانق ونحب أكثر وأكثر، ونتعاطف ونبارك لبشريتنا هذا الانتصار. لنعُدْ لصحتنا وواجبنا على أنفسنا بوعي أكبر. لنقدّس كبارنا أكثر. لنُحب حياتنا ونعزف في الشوارع لا البرندات. لنستمر في القراءة والرياضة والطبخ والفن في كل مكان. لنعلّم أبناءنا أن الكوكب لطيف علينا، كما الخالق، ولو يقسى أحيانًا بطبيعته! نعم طبيعته، ولا نريد أن نصدّق إلا أن هذه طبيعته ولتشهد الأيام أنه حتمًا الحياة لن تنتهي بسنة الكوفيد!

 

إن الحياة باقية، إنها مفعمة، إنها قصيرة، ولكن كافيه لتنسينا كل ما هو صعب.. ألم نعش انتفاضات، ألم نعش سنوات حرب.. عشناها وكأن الحياة لوحة حرب وقتال منذ زمن المسيح وللأبد! ولكنها مرت، وعدّت وانتهت! ألا ستنتهي هذه الأيام أيضًا! لنرى.. وسنرى.