موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
الفاتيكان ينشر أكثر بياناته المالية تفصيلا... ميزانية في خدمة البابا ورسالة الكنيسة

أبونا :

 

نشر الفاتيكان، الخميس، أكثر بياناته المالية تفصيلاً، وتعهد بأن شفافيته ستصبح مثل "بيت زجاجي".

 

وقال عميد أمانة الاقتصاد (وزير الاقتصاد) في الفاتيكان، الأب خوان أنطونيو جويريرو، إن إجمالي قيمة أصول الفاتيكان في 2019 بلغ أربعة مليارات يورو تقريبًا، فيما يُعتقد بأنها المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن مثل هذا الرقم.

 

وأدلى المسؤول الفاتيكاني بتلك التصريحات في مقابلة مع وسائل إعلام في الفاتيكان لدى نشر البيان المالي الموحد للكرسي الرسولي (دوائر الكوريا الرومانيّة) في 12 صفحة. وشدد على أنه "للمؤمنين الحقّ في معرفة كيفية استخدامنا للموارد التي تأتينا".

 

وقال الأب جويريرو: "أولئك الذين يطلبون الشفافية هم على حقّ. يجب أن يكون اقتصاد الكرسي الرسولي بيتًا من زجاج. هذا ما يطلبه البابا منا. هذا هو التزام أمانة الاقتصاد، والتزامي، وهذا ما أراه في مؤسسات الكوريا الرومانية جميعها. هذا هو السبب في بدء الإصلاح. وهذا هو سبب التغيير في بعض القواعد. هذا هو سبب إطلاق قانون المشتريات. بالتالي، نحن نتقدم في هذا الطريق. وللمؤمنين الحق في معرفة كيفية استخدامنا للموارد في الكرسي الرسولي. فنحن لسنا ملاّك، إنما وكلاء على الموارد التي تلقيناها. لهذا السبب، عند تقديم الميزانية لعام 2019، نودّ أن نشرح للمؤمنين، بأكثر الطرق الممكنة مفهومة، ما هي موارد مؤسساة الكوريا الرومانية، ومن أين أتت، وكيف يتم استخدامها".

 

وأشار عميد أمانة الاقتصاد بأنّ البيان لا يمثّل الميزانيّة العامة لكل الكنيسة، فهنالك المجالس الأسقفيّة والأبرشيات والرعايا والجماعات الرهبانية ومؤسساتها، وأعمال الكنيسة غير المحدودة المنتشرة في جميع أنحاء العالم، والتي لا تدخل في ميزانية الكرسي الرسولي. كما أنه لا يتضمن حسابات الفاتيكان بأكملها، والتي تشمل أيضًا، على سبيل المثال، ميزانية مدينة الفاتيكان، وبنك الفاتيكان، وفلس القديس بطرس، والعديد من المؤسسات التي تتعاون مع مختلف الإدارات، والتي تقدّم كل هذه المؤسسات بياناتها وتقاريرها إلى الجهات المختصّة". وأوضح بأن البيان هو "الميزانيّة العمومية للكوريا الرومانية، أي الكرسي الرسولي بالمعنى الدقيق للكلمة: 60 مؤسسة في خدمة البابا في رسالته لقيادة الكنيسة ورسالتها المتمثلة في خدمة الوحدة بالمحبة، والتبشير، والتواصل، وتعزيز التنمية البشرية المتكاملة، والتعليم، ومساعدة الكنائس التي تواجه صعوبات، وتنشئة الإكليروس...".

 

وأظهرت البيانات المالية وجود عجز مالي في الفاتيكان يبلغ 22 مليون يورو في 2019، انخفاضًا من 50 مليونًا في 2018، لكن من المتوقع أن يزيد عجز الموازنة هذا العام بسبب تضرر الدخل جراء جائحة كورونا خاصة من إيرادات المتاحف.

 

وأوضح الأب جويريرو بأن "الكرسي الرسولي لا يعمل في الواقع كشركة أو دولة، ولا يسعى لتحقيق أرباح أو فوائض. لذلك من الطبيعي أن يكون هناك عجز. فجميع الأقسام تقريبًا هي في الواقع عبارة عن ’مراكز تكلفة‘، فهي تؤدي خدمة لا يتم بيعها أو أنها تحظى برعاية. إن تجنّب العجز ليس هدف الكرسي الرسولي، فالروح هنا مختلفة. أعتقد أن الهدف هو أن تتوافق التكاليف ما هو ضروري لخدمة الرسالة الموكلة إلينا. وبعبارة أخرى، لا يمكننا تجاهل الحاجة فقط للموارد أو للموارد المتاحة: يجب أن نتحلى بالحصافة الاقتصادية... بالتالي، لكن لا يمكننا أيضًا التفكير والتصرف وفقًا لهذه الموارد، ففي بعض الأحيان يجب أن نعطي أكثر مما لدينا من أجل تحقيق رسالتنا: يجب أن تكون لدينا جرأة في الرسالة. ما يجب علينا الاهتمام به هو ما إذا كان العجز مستدامًا أو ممولاً بشكل كافٍ على المدى الطويل. هناك الكثير من الاحتياجات في العالم. بالتالي، يجب أن نثق في العناية الإلهية، التي تعمل من خلال كرم المؤمنين".

 

وتابع "إن مهمة الكرسي الرسولي، أو الكوريا الرومانية، ليست تقديم الصدقات باسم البابا، والتي تُفهم على أنها نوع من الجمعيات المانحة التي تتلقى التبرعات وتوزعها عند الحاجة. إنّ الكنيسة تفعل الكثير لمساعدة المحتاجين، حيث يتم تقديم معظم هذا النوع من المساعدات على المستوى المحلي، في الأبرشيات والرعايا. والكوريا الرومانية تفعل الكثير أيضًا. فمهمّة الكرسي الرسولي تكمن في المساعدة على إيصال رسالة الإنجيل إلى أقاصي الأرض، ومساعدة المحتاجين، والعمل من أجل خير البشرية، ودعم الكنيسة المحليّة المحتاجة، والسعي للوحدة في العقيدة والليتورجيا، والحكم في النزاعات داخل الكنيسة، وتشجيع التفكير في بعض القضايا، وتوجيه الكنائس المحلية... إلخ، فأعمال الخير البابوية يعبّر عنها بكل هذه الطرق؛ عن محبة البابا للكنيسة، والكنيسة للعالم".