موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٨ أغسطس / آب ٢٠٢٠
الفاتيكان يدعو إلى تعزيز سياحة مسؤولة ومستدامة من أجل تنمية المناطق الريفية
دعت الأساقفة ومسؤولي راعوية السياحة إلى تأسيس شبكات قرب في العلاقات ومساعدة مَن تضررت مداخيلهم، وإلى ابتكار طرق جديدة لتشجيع السياحة في المناطق الريفية بشكل يجمع بين احترام البيئة وتوفير فرص دعم للعاملين السياحيين المحليين.

فاتيكان نيوز :

 

يُحتفل في 27 أيلول القادم باليوم العالمي الـ41 للسياحة، ولهذه المناسبة أصدرت الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة رسالة تحمل توقيع عميد الدائرة، الكاردينال بيتر توركسون، توقفت بشكل خاص عند تبعات جائحة كوفيد-19 على هذا القطاع الهام.

 

واستهلت الرسالة بالإشارة إلى بيانات منظمة السياحة العالمية، والتي تتحدث عن انخفاض أعداد السياح في نهاية عام 2020 حوالي المليار، ما يعني خسارة تُقدّر على الصعيد العالمي بحوالي 1200 مليار دولار، هذا إلى جانب تأثير هذا على العمالة في القطاع. وتصف الرسالة هذه التوقعات بمشهد مثير للقلق، ولكن يجب ألا يصيبنا بشلل أو يُفقدنا نظرة إيجابية إلى المستقبل، وذلك لأن المأساة الأسوأ لهذه الأزمة، وكما قال قداسة البابا فرنسيس، هي ألا نستفيد منها.

 

وتنطلق اقتراحات الدائرة الفاتيكانية في هذه الرسالة، من موضوع اليوم العالمي المتمحور حول السياحة والتنمية الريفية، وهو موضوع كان قد تم اختياره قبل اندلاع الوباء، حيث تدعو إلى تعزيز سياحة مسؤولة تقوم على أسس العدالة الاجتماعية والاقتصادية مع الاحترام التام للبيئة وللثقافات، وسياحة تعترف بمركزية الجماعات المحلية وحقها في أن تكون رائدة تنمية مستدامة. وتدعو الدائرة أيضًا إلى تفاعل إيجابي بين صناعة السياحة والجماعات المحلية والسياح.

 

وأشارت الرسالة إلى أن اختيار السير على هذا الدرب يمكن أن يصبح حلاً للأزمة، ويمكن لهذا الشكل من السياحة أن يكون محركًا لدعم الاقتصاد الريفي الذي يقوم على الزراعة من خلال شركات غالبًا ما تكون عائلية وصغيرة ومحدودة الدخل. وبهذا الشكل يمكن بناء عالم جديد بفضل سياحة ينفذها الأشخاص من خلال الأشخاص، وأسلوب لممارسة السياحة يفتح القلوب على أفق الأخوّة والتضامن الكبير.

 

وتتحدث الدائرة الفاتيكانيّة عن تقريب السياحة من التنمية الريفية باعتبار هذا أسلوبًا جيدًا لتعلُّم ثقافات جديدة والتشبع بقيم حماية الخليقة، والتي لا تشكل اليوم مجرد واجب أخلاقي بل هي حاجة عاجلة إلى فعل جماعي، كما تشكّل وسيلة لتعلُّم أساليب حياة جديدة والدخول في علاقة مع الآخر ومع الطبيعة، ووسيلة تتمثّل في السير على درب احترم إيقاع الخليقة وحياة الجماعات والممارسات الزراعية. وأكدت أنه بإمكان السياحة أن تكون أداة قرب تُنمي روح الأخوّة بين الشعوب.

 

وتوقفت الرسالة عند ضرورة محاربة الفقر ودعم مداخيل العاملين والعناية بالجماعات الريفية الأكثر ضعفًا والدفاع عنها. وأكدت الدائرة الفاتيكانية أنه لإعادة إطلاق الاقتصاد السياحي هناك حاجة إلى سياحة مسؤولة ومستدامة تصبح أحد عوامل تغير في محاربة الفقر، والذي أدت الجائحة إلى ارتفاعه بشكل كبير. بالتالي، وجهت الرسالة الدعوة إلى السياسة كي تحفز سياحة مسؤولة توفر فرص تنمية للمناطق المهمشة، وذلك بإشراك الجماعات المحلية في اتخاذ القرارات.

 

وشددت الدائرة الفاتيكانية على أن التخطيط الاقتصادي يجب أن ينطلق من حماية الفقراء والأشخاص الأكثر ضعفًا، وأن يضمن حصول العاملين في قطاع الزراعة بشكل مباشر على مساعدات اقتصادية ومالية، وأن يقدم مشاريع لدعم وتعزيز الزراعة العائلية. كما دعت الأساقفة ومسؤولي راعوية السياحة إلى تأسيس شبكات قرب في العلاقات ومساعدة مَن تضررت مداخيلهم، وإلى ابتكار طرق جديدة لتشجيع السياحة في المناطق الريفية بشكل يجمع بين احترام البيئة وتوفير فرص دعم للعاملين السياحيين المحليين.