موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٦ فبراير / شباط ٢٠١٩
الفاتيكان والأزهر: وبإنتظار الثالث!!

صالح القلاب :

تمنيت فعلاً، وربما تمنى غيري، أن يكون ثالث هذين الرجلين الكبيرين العظيمين بابا الفاتيكان فرانسيس وشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب حاخام يهودي بوزنيهما وبمفهوميهما وأن يكون مضاداً للحركة الصهيونية على إعتبار أنها ليست حركة دينية يهودية وإنما حركة قومية متطرفة كانت قد أنشئت في ذروة المرحلة الإستعمارية الأوروبية وفي إطارها والأخطر أنها وبمفاهيمها العدائية للعالم بأسره هي التي تشكل الأداة الحاكمة في إسرائيل ولا علاقة لها بحقيقة الديانة اليهودية.

إنه لا بد وبالتأكيد من أنَّ هناك حاخامات بمواصفات بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر يرفضون الحركة الصهيونية، بإعتبارها حركة عنصرية قومية تكره الآخرين، ويرفضون التطرف الإسرائيلي الذي يستند إلى مفاهيم نازية وإلى عداء فاشي قومي للآخرين وأول هؤلاء الآخرين هو الشعب الفلسطيني وهو العرب المسلمون منهم والمسيحيون وهو اليهود الذين يرفضون مفاهيمها ومنطلقاتها وهذا واضح ومعروف إن في فلسطين المحتلة كلها وإن في أوروبا والغرب كله وأيضاً في الشرق البعيد والقريب.

وعليه فإن المتوقع أن نشهد في المرة القادمة مع هذين الرجلين العظيمين ثالثاً يهودياًّ بوزنيهما لتصبح الأديان الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية، تسير على هذا الطريق، الذي كل المحبة والتقدير لدولة الإمارات العربية ولشعبها الشقيق ولقيادتها الرشيدة أنها وضعت هذين الدينين السماويين العظيمين عليه، والمنتظر أن يكون الدين السماوي الثالث معهما في المرة المقبلة لأنه يجب إخراج اليهودية من هذه الدائرة الجهنمية الصهيونية التي هي عدو للعالم كله ومعه يهود يرفضون هذه الحركة التي هي إنتاج حقبة عنصرية إستعمارية سيكتشف اليهود أنفسهم كم أنها أساءت إليهم وجعلتهم غير مقبولين في الكرة الأرضية كلها.

والمنتظر أن يتولى هذه المهمة الصعبة، أولاًّ وبالدرجة الأولى «الفاتيكان» الذي له ولسيده كل الإحترام والتقدير وثانياً الأزهر الشريف الذي في هذا العهد الميمون عهد الدكتور أحمد الطيب قد إنطلق هذه الإنطلاقة المباركة التي جعلته يتألق كل هذا التألق وحيث غدا بإمكانه أن يلعب دوراً رئيسياً في إبعاد اليهود الحقيقيين عن هذه الحركة وعن مفاهيمها العنصرية وأيضاً عما تفعله إسرائيل العنصرية في فلسطين وفي هذه المنطقة كلها.

إن المؤكد أنَّ اليهود الصهاينة وفي مقدمتهم هؤلاء الذين يحكمون في إسرائيل هم الأكثر عداوة ورفضاً لهذا الإنجاز الكبير العظيم الذي تم تجسيده كحقيقة على أرض الإمارات الطيبة وبهمة قيادة واسعة الأفق وحكيمة وبالطبع ومع هؤلاء الصهاينة أولئك الإرهابيون الذين أساءوا للدين الإسلامي العظيم السمح المتسامح الذي يمثله الشيخ أحمد الطيب أكثر الله من أمثاله.

ويبقى في النهاية أنه لا بد من الإشارة إلى أن من بين أهم ما قيل هو تأكيد شيخ الأزهر الشريف على ضرورة أن يندمج المسلمون في الغرب في مجتمعاتهم وألاّ يفعلوا ما كان فعله اليهود الذين شكلوا لأنفسهم » غيتوات» مغلقة جعلت الغربيين ينظرون إليهم كغرباء منغلقون على أنفسهم ويكرهون الآخرين ويرفضون الإندماج بهم ويعادون حضارتهم وهذا هو ما عرضهم للإنتقام وكما حصل على وجه التحديد في ألمانيا وحيث إستغلت الحركة الصهيونية ما جرى للقيام بحملات سياسية وعاطفية لإقناع الدول الغربية المعنية بضرورة تسهيل عودة هؤلاء إلى ما أعتبروه وطنهم التاريخي الذي منحه لهم «يهوه"!!.

(الرأي الأردنية)