موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ٢٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٧
العيد أن نُحِب

رلى هاني السماعين، صحافية وكاتبة :

جاء العيد المجيد وجاءت معه ذكراه ومواعيده. العيد هو فرصة التصالح مع النفس والتواصل مع من أخَذنا الوقت منهم وابتعدنا عنهم من الاسرة او أقارب أو اصدقاء. ما يميز العيد المجيد هو زينته الغنية بالالوان، وما أجملها! وكيف أنها تجمل البيوت والشوارع. لنقرر بأن نجعل زينة العيد أيضًا شخصية ذاتية، لنقرر أن نضيء وجهنا ببسمة صادقة منبعها القلب ونهبها لمن يصادفنا، فالابتسامة فعلها سحر في قلوبنا، تحرك العاطفة لأجمل المشاعر.

العيد أن نجتهد لنضع سعادة بقلب من نُحِب، وهذا ليس فضل منا، فالمسيح جاء ليكون لنا حياة وليكون لنا أفضل، فلنأخذ هذه النعمة ونشكر الله ونعطيها لمن حولنا. وإذا أدركنا بأن حياتنا على الارض هي صراع روحي أكثر منه جسدي، لأدركنا بأن وجودنا ومهمتنا كنور العالم وملح للأرض ليست بالأمر السهل، فهي جهاد مستمر وسعي دائم نحو الأفضل ما دُمنا موجودين وما دام الوقت يُدعى نهارًا. العيد هو أن تنشر السعادة وأن تُحِب وأن تُحَب. وأما الحزانى وموجوعي القلب الذين فقدوا أحبة، فذكرى الميلاد المجيد هو ليعطي عزاء وصبر لان المخلص قال: "هانذا ذاهب لأعد لكم مكانًا"، وقال بأنه 'نور العالم'. لنوجه أنظارنا اليه مدركين بأنه إن "سهِرنا أو نمنا نحيا جميعًا معه"، وشاكرين بأننا متعزون بكلمته التي تنشىء صبراً الذي يطهر ثقتنا بالله ومواعيده.

العيد فرصة أن نطرح جانبًا كل سخط ومرارة وخبث وغضب بقرار صارم ونوكل أمرنا لله متذكرين بأنه مهما عمل الشخص خيرًا كان أم شرًا فجزاه من عند رب العالمين، بل لنفعل كل شيء 'بلا دمدمة' أو مجادلة لان العيد هو فرصة أن نتغير ونسعى نحو الأفضل.

خلاصة الكلام بأن العيد المجيد هو أنتَ في المسيح، لذلك لنلبس ونتزين بالمحبة التي هي 'رباط الكمال' ويتبعها تدريجيًا اللطف والوداعة وطول البال والتسامح والتصالح مع أنفسنا قبل مع من هم حولنا، لانه يا أخوتي فقط إن سعينا بكد وتعب نصل، فالعيد وقته قصير ثم يمضي وتمضي معه كل فرصة للتجديد.

فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبّ".

عيد ميلاد مجيد

rulasamain@gmail.com